المغرب يعزز مكانته كوجهة رائدة للاستثمارات الصناعية في المجال العسكري

في تطور لافت يعزز مكانة المغرب كمركز إقليمي للصناعات الدفاعية، تتجه شركة "تاتا أدفانس سيستمز" الهندية إلى افتتاح مصنع جديد بالمغرب مخصص لإنتاج المركبات العسكرية.
ويُعد هذا المشروع جزءًا من استراتيجية المغرب لتطوير صناعاته العسكرية وتعزيز استقلاله الاستراتيجي في هذا المجال، خصوصًا في ظل التوترات الإقليمية والاحتياجات الدفاعية المتزايدة.
المصنع، الذي سيدار من خلال فرع الشركة الجديد "Tata Advanced Systems Maroc Construction"، سيتخصص في تصنيع وتجميع مجموعة واسعة من المركبات القتالية والمعدات العسكرية المتطورة.
والشركة، المسجلة منذ أبريل 2024 لدى المحكمة التجارية بالدار البيضاء، ستتجه إلى إنتاج مركبات عسكرية محليا، في المصنع الجديد، وفقا لمضمون عقد العقد الشراكة.
وسبق للوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، محسن الجزولي، أن أكد أن المغرب والهند يهدفان إلى إنتاج هذه المركبات بشكل مشترك في المغرب، من أجل تلبية الطلب المحلي، إضافةً إلى تصدير هذه المنتجات إلى دول إفريقية أخرى.
وفي حديث سابق للجريدة 24، قال محمد طيار، الخبير في الدراسات الأمنية والاستراتيجية، إن المغرب طيلة السنوات الماضية، حقق مكاسب عديدة، سواء على المستوى الاقتصادي أو الدبلوماسي أو التكنولوجي أو تصنيع السيارات وصناعة قطع غيار الطائرات المدنية وتجميع أجزاء محركاتها.
وأبرز طيار، أن التوجه للصناعة خطوة مهمة نحو تقليل الاعتماد على الواردات العسكرية من الخارج، وتعزيز الاستقلالية الاستراتيجية، بكون المغرب سيتحكم في إنتاج وتطوير تقنياته العسكرية.
بالإضافة إلى سعيه لتعزيز القدرات التكنولوجية، وتوطين الصناعة العسكرية يتطلب استثمارات كبيرة في البحث والتطوير والتكنولوجيا المتقدمة، مما يسهم في نقل المعرفة التكنولوجية وتعزيز الابتكار في البلاد، حسب المتحدث ذاته.
وتابع المتحدث ذاته، أن المغرب سبق له وعقد عدة شراكات واتفاقيات ثنائية مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى كالبرازيل، من أجل توطين الصناعات العسكرية والأمنية بالبلاد.
وأبرز ذات المتحدث، أن دخول المغرب إلى مجال التصنيع العسكري، جاء أيضا لتفادي الفخ الذي سقط فيه الجزائر، بعدما كانت لسنوات تستورد السلاح من روسيا، غير أنه منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية تبعثرت أوراقهم، بكون أن الذخيرة الروسية أصبحت مخصصة فقط في حربها مع كييف.
وشدد الخبير، أن الجزائر حاليا أصبحت تتوسل لعديد من الدول، من أجل اقتناء الأسلحة، على رأسها الصين، والمغرب لا يريد أن يقع في هذا الفخ، لذا يقوم بتطوير مجال التصنيع العسكري.