لماذا لا يخجل "خفافيش الظلام" من أنفسهم في دكان "النهج"؟

الكاتب : الجريدة24

14 أغسطس 2024 - 01:24
الخط :

سمير الحيفوفي

لم يخجل "خفافيش الظلام" في الدكان "السياسي" المعروف بـ"النهج الديمقراطي العمالي"، من أنفسهم وهم يدبجون بيانا، يهاجمون فيه الدولة المغربية، بشأن ما يقع في غزة، وما تخلل ذلك من تصفية لـ"إسماعيل هنية"، الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة "حماس"، وقد أعلنوا، صراحة، ببيانهم هذا، أن هموم الوطن الذي يضمهم ويأوون إليه، لا تعنيهم بقدر ما يعنيهم الحفاظ على نعرتهم في مناوئة كل اهتماماته والتنكر للقضايا التي تعنيه.

وبينما لم يسمع لـ"خفافيش الظلام" حس في العديد من المناسبات، التي تعني المغرب، وتتطلب اصطفافا إلى جانبه، فإنهم وكعادتهم، ومثل أي جبناء غدَّارين، يستلون خناجرهم التي يشحذونها في الخفاء حتى يغرزونها في خاصرتها علنا، وقد بحثوا لأنفسهم، جاهدين هذه المرة، عن مكان تحت شمس القضية الفلسطينية ليرددوا نغمتهم المضادة للدولة المغربية، وقد نصبوا أنفسهم قضاة يقيمون مواقف المغرب بكل الوضاعة المتجذرة فيهم، لعل جوقة الغوغائيين ترددها معهم.

وكما أن دكان "النهج" يحتمي بالصمت كثيرا، بشأن القضايا التي تهم المغرب، فإن القائمين عليه ينقضون على كل بارقة تلوح أمامهم بغرض تصفية حسابات عالقة مع الدولة المغربية، ومع مؤسساتها الوطنية، وبدا لهم أن يلعبوا على وتر القضية الفلسطينية، من جديد، معتبرين، في بيانهم الرديء، أن مناهضة ما يصفونه بـ"التطبيع"، هو معركة للشعب المغربي، ليلجؤوا إلى لغة التحريض التي يفقهون فيها أكثر من غيرها.

ومتى لعبت الخمرة برؤوس سقط المتاع من الماركسيين واللينينيين، تستغل سدنة السوء المندسة بين المغاربة، الفرص لابتداع بيانات، لا ترمي من ورائها خيرا، وقد آثر هؤلاء هذه المرة خلط الحابل بالنابل، والمزج بين القضية الفلسطينية وغلاء الأسعار في تجسيد بادٍ للهلوسة التي تستبد بهم وهم سكارى.

وفي محاولة رديئة لتحويل دفة الاهتمام نحوهم، انبرت شرذمة "النهج الديمقراطي العمالي"، إلى تحضير خلطة غير متجانسة، تجسدت في بيان هجين، جمع فيه بقايا الرفاق بين فلسطين وغلاء الأسعار والأراضي السلالية ووو...، في تعبير سافر منهم عن إفلاسهم وانتهاء رصيدهم، بعدما فطن بهم المغاربة وعرفوا أنهم ليسوا منهم وأن قلوبهم ترنوا إلى أعداء الوطن أكثر منه وهو حاضنهم.

فأين هم "خفافيش الظلام" من هموم الوطن والمواطنين؟ اللهم الزعيق وملأ الدنيا به، وهم الذين يتماهون كثيرا مع الأطروحة الانفصالية الرامية لاقتطاع الصحراء العزيزة على المغاربة من وطنهم الأعز، والتي لا يمكن لأي كان إلا أن يكون مغربيا أو غير مغربي بالنظر للمواقف المعبر عنها في هذا الصدد.

ويبدو أن الخفافيش في دكان "النهج الديمقراطي العمالي"، نسوا أن المغاربة استفاقوا من غفوتهم وصنفوهم خارج الوطنيين، بعدما وضعوا أنفسهم رهن إشارة النظام العسكري الجزائري، وانتصبوا ضد تدخل العناصر الباسلة للقوات المسلحة الملكية، حينما طردت شرذمة الانفصاليين الذي سلحتهم الجزائر بالصنادل وحرضتهم للمشاكسة في معبر الكركرات، حينها انكشفت طينة الجبناء الغدَّارين وصنفوا خارج الوطن، لذلك فزعيقهم لا يقدم ولا يؤخر شيئا.

آخر الأخبار