شواطئ المغرب تحت حصار النفايات.. سلوكيات غير مسؤولة تُرهق عمال النظافة

في فصل الصيف، عندما تتحول الشواطئ المغربية إلى مقصد رئيسي للعائلات والمصطافين، تظهر على السطح مشكلة تزداد تفاقمًا مع كل موسم: تراكم الأزبال بشكل غير مسبوق، وهو ما يضع عمال النظافة أمام تحديات يومية كبيرة.
في شاطئ عين الذئاب، الذي يعتبر من أكثر الوجهات شعبية في الدار البيضاء، تتفاقم المشكلة بشكل خاص في أيام السبت والأحد، حيث يكتظ الشاطئ بالمصطافين الذين يتركون خلفهم كميات هائلة من النفايات.
ويجد عمال النظافة في هذا الشاطئ أنفسهم في معركة مستمرة مع أكوام الأزبال التي تتراكم بسرعة في نهاية كل يوم.
أكياس بلاستيكية، بقايا الطعام، زجاجات فارغة، وقوارير زجاجية، كلها مواد تشوه جمال الشاطئ وتُثقل كاهل فرق النظافة التي تعمل بجد لإعادة الشاطئ إلى حالته الطبيعية مع كل صباح جديد.
ورغم الجهود المبذولة، إلا أن الوضع يظل خارج السيطرة في كثير من الأحيان، خاصة في الأيام التي تشهد إقبالاً كبيراً من المصطافين.
وقد عبرت عاملة نظافة عن معاناتها في فيديو متداول على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي: "نبدأ يومنا في وقت مبكر جداً لجمع النفايات المتناثرة على الشاطئ، وأحياناً نجد أنفسنا مجبرين على العمل لساعات طويلة بسبب كثافة النفايات".
وأضافت: "إذا لم يتعاون المصطافون في الحفاظ على نظافة الشاطئ، سيكون من الصعب جداً علينا القيام بمهامنا بفعالية".
هذه الظاهرة لم تمر دون أن تثير استياء العديد من الفعاليات الجمعوية التي تسعى للحفاظ على نظافة الشواطئ والبيئة البحرية.
وبدأت جمعيات محلية، حسب ما توصلت به "الجريدة 24"، تدق ناقوس الخطر، محذرة من التأثيرات البيئية الخطيرة لهذا السلوك غير المسؤول، ليس فقط على الشواطئ، بل على النظام البيئي البحري ككل.
وأكدت المصادر ذاتها؛ أن النفايات البلاستيكية، على وجه الخصوص، تشكل تهديدًا كبيرًا للحياة البحرية، حيث تستغرق مئات السنين للتحلل، ويمكن أن تتسبب في وفاة العديد من الكائنات البحرية.
الفعاليات الجمعوية لا تكتفي فقط بالتنديد، بل تسعى جاهدة لإيجاد حلول عملية. من بين المبادرات التي تم إطلاقها، حملات توعية تستهدف المصطافين لتشجيعهم على تبني سلوكيات مسؤولة، مثل جمع نفاياتهم ووضعها في الأماكن المخصصة لذلك.
كما تم تنظيم حملات تنظيف تطوعية يقودها شباب من مختلف الأعمار، يعكفون على جمع النفايات من الشواطئ في محاولة للحفاظ على نظافتها وجمالها.
ورغم هذه الجهود، إلا أن التحدي الأكبر يظل في تغيير عقلية وسلوكيات المصطافين. فالمسؤولية لا تقع على عمال النظافة أو الجمعيات فقط، بل هي مسؤولية جماعية يتقاسمها الجميع. تغيير السلوكيات يتطلب جهوداً طويلة الأمد تبدأ من التربية الأسرية وتستمر من خلال حملات التوعية المتواصلة.