المغرب يجذب الاستثمارات الصينية.. هل يصبح جسرًا عالميًا لصناعة السيارات الكهربائية؟

الكاتب : انس شريد

16 أغسطس 2024 - 09:30
الخط :

في السنوات الأخيرة، برز المغرب كلاعب رئيسي في صناعة السيارات على مستوى القارة الإفريقية، حيث حقق تقدمًا ملحوظًا يعكس طموح المملكة في قيادة هذا القطاع على الصعيد الإقليمي.

لقد تمكنت البلاد من جذب استثمارات ضخمة من شركات عالمية مثل "رونو" و"بيجو"، بفضل سياسات حكومية مشجعة وموقع استراتيجي أقل من 15 كيلومترًا من أوروبا، ما يجعله جسرًا تجاريًا بين القارتين.

وفي سياق سعي المغرب للتميز في مجال صناعة السيارات الكهربائية، يستعد لكسب الرهان بفضل موقعه الاستراتيجي ووفرة مصادر الطاقة المتجددة.

هذه العوامل، إلى جانب الرسوم الجمركية الأوروبية المفروضة على الشركات الصينية، قد تدفع هذه الأخيرة إلى استغلال الفرص المتاحة في المغرب لبناء مصانع السيارات الكهربائية.

أحدث مثال على ذلك هو إعلان مجموعة "BTR" الصينية عن نيتها الاستثمار للمرة الثانية في المغرب.

هذه المرة، حسب صحيفة "yicaiglobal"، ستقوم المجموعة بإنشاء وحدة صناعية متخصصة في إنتاج مادة الأنود، وهي مكون أساسي في بطاريات السيارات الكهربائية.

هذا المشروع الجديد، ووفقا لذات التقرير، ستقوم مجموعة "BTR" الصينية المتخصصة في صناعة أجزاء ومكونات بطاريات السيارات الكهربائية، بتخصيص من خلاله أكثر من 363 مليون دولار أمريكي، حيث سيتم هذا الأمر بتعاون مع شركة "فورد" الأمريكية، التي ستوقع عقدا بقيمة 120 مليون دولار.

وأضاف ذات المصدر، أن سيتم إنشاء ثاني وحدة صناعية للمجموعة "BTR" في المغرب، حيث سبق أن استثمرت في بناء وحدة صناعية تم الكشف عن تفاصيلها في مارس الماضي، وهي وحدة صناعية في منطقة "طنجة تيك" ستتخصص في انتاج الأقطاب الكهربائية.

هذه الاستثمارات المتتالية تعكس ثقة المستثمرين الدوليين في المغرب كوجهة صناعية استراتيجية، خاصة في ظل الدعم القوي بقيادة الملك محمد السادس.

إن هذا المشروع يمثل جزءًا من استراتيجية المغرب لتطوير صناعة السيارات الكهربائية، والتي تأتي في وقت يشهد فيه هذا القطاع تحولات كبيرة نحو الاستدامة والابتكار.

وقد أظهرت العلاقات القوية بين المغرب والصين مدى النجاح الذي يمكن تحقيقه من خلال التعاون الدولي، حيث يتطلع كلا البلدين إلى مستقبل مشرق في مجال التكنولوجيا النظيفة.

آخر الأخبار