لمواجهة الفقر المائي...إنجاز وتعلية هذه السدود بجهة سوس ماسة وكلميم وادنون

أمينة المستاري
في ظل توالي سنوات الجفاف، ونضوب مجموعة من السدود، تعيش مجموعة من الجهات أزمة الماء، الأمر الذي جعل إشكالية الماء موضوع الخطاب الملكي الأخير، الذي دق ناقوس الخطر واستنهض همم المسؤولين من أجل الإسراع في تنفيذ البرامج الوطنية الخاصة بالتزود بالماء الشروب وإحداث السدود ومحطات تحلية مياه البحر، لاسيما وأن المغرب يراهن على الانتقال من حالة الإجهاد المائي إلى حالة الأمن الغذائي المتكامل في أفق 2030.
جهة سوس ماسة وجهة كلميم واد نون...من المناطق الأكثر تضررا من قلة التساقطات والجفاف، فعلى مستوى سوس ماسة، التي تعيش نقصا ملحوظا في التزود بالماء الشروب بعد أن عرفت سدودها وضعا غير مسبوقا بسبب قلة التساقطات المطرية، بل وشهدت إجهادا مائيا ونسبة توحل كبيرين، حيث أفادت إحصائيات الجهات المعنية أن معدل توحل السدود على مستوى حوض سوس ماسة يبلغ 5.4 ملايين متر مكعب في السنة، كما أن الدراسات التي تم القيام بها كشفت أن القدرة الاستيعابية للسدود الموجودة حاليا والمُشتغلة ستنخفض من 729 مليون م3 إلى 556 مليون متر مكعب بحلول سنة 2050، بسبب التغيرات المناخية وظاهرة التوحل.
كما كشفت المعطيات أن وتيرة التوحل جد مرتفعة، إذ ستكون 3 منشآت خارج الخدمة في أفق 2050، فيما سيتم فقدان 23 بالمائة من القدرة الاستيعابية للسدود في أفق 2050.
لذلك، تمت برمجة 7 سدود صغرى وتلية بمختلف الأحواض بمنطقة نفوذ وكالة الحوض المائي سوس ماسة، لاسيما سد "اخفمان" وسد "أسيف مقورن" بإقليم تارودانت، بتكلفة مالية قدرها 71.30 مليون درهم خلال الفترة الأولية الممتدة بين 2022 -2024، على أن تتم برمجة سدود إضافية للفترة 2024-2027 ، فيما تمت برمجة إنجاز سد "لمداد" على مستوى واد لمداد بالجماعة الترابية سيدي واعزيز بكلفة تقدر بـ450 مليون درهم وسعة حقينة تقدر بـ11 مليون متر مكعب خلال سنة 2024، من شأنه أن يساهم في سقي حوالي 2000 هكتار من أراضي الفلاحين الصغار التي يستغلونها في الفلاحة المعاشية، ورفع كمية المنتوجات الفلاحية السقوية، فيما يتم إنجاز الدراسات التفصيلية لكل من سد "أورير" بالجماعة الترابية أولوز وسد آخر بالجماعة الترابية تمالوكت.
اهتمام الدولة ببناء السدود لم يغيب إمكانية تعلية مجموعة منها من أجل رفع سعتها التخزينية، حيث أعطت وزارة التجهيز والماء، خلال شهر ماي من سنة 2021، انطلاقة أشغال تعلية سد المختار السوسي، الذي يقع على واد أوزيوا، بإقليم تارودانت، لتبلغ سعته التخزينية 280 مليون متر مكعب عوض 40 مليون متر مكعب، فيما ستستغرق الأشغال فيه حوالي 72 شهرا، إذ من المقرر أن تنتهي في 2027.
وتروم عملية تعلية هذا السد دعم وتأمن تزويد مدينة تارودانت والمراكز المجاورة بالماء الصالح للشرب وسقي الأراضي الفلاحية المتواجدة بسافلة السد لاسيما أراضي الكردان الفلاحية، وتطعيم الفرشة المائية لسوس، وحماية المناطق المتواجدة بالسافلة من الفيضانات، وتنظيم الواردات المائية لعالية حوض سوس من أجل تعزيز حجم المياه المحولة، عن طريق قناة بطول 90 كلم انطلاقا من سد أولوز الذي يوجد على مسافة 20 كلم بسافلته، نحو مناطق الري بمنطقة الڭردان.
ومن المنشآت المهمة التي ستتعزز بها الجهة، في أفق سنة 2026، سد " تامري "، بالجماعة التي تبعد عن أكادير بحوالي 62 كلم ، بسعة تخزينية تصل إلى 204 مليون متر مكعب، ومساحة حقينة تبلغ 893 هكتارا، أما ارتفاعه فيصل 75 مترًا، فيما حددت تكلفة إنجازه حوالي 2،7 مليار درهم،. وقد بلغت به نسبة الإنجاز 45 بالمائة، حيث من المرتقب أن تنتهي به الأشغال في يناير 2026.
وتكمن أهمية هذا السد في ضمان الأمن المائي ومواجهة الجفاف وآثار التغيرات المناخية، وتزويد الدواوير المجاورة بالماء الصالح للشرب، وتنمية السقي الصغير والمتوسط بسافلة السد، وكذا تطوير السياحة البيئية.
وعلى مستوى جهة كلميم واد نون، تمت برمجة إنجاز وتأهيل 10 سدود بكلفة مالية تصل إلى 851 مليون درهم، عرفت أشغال إنجاز سد "أسيف ويندر"، بجماعة اثنين أملو بإقليم سيدي إفني، نسبة 20 بالمائة، بكلفة إجمالية تتجاوز 234 مليون درهم، وذلك في إطار البرنامج الوطني للتزويد بالماء الصالح للشرب والسقي 2020-2027. هذا السد تبلغ حقينته 14 مليون مكعب، بطول قمة يصل إلى 300 متر وارتفاع 45 متر، وتم تحديد المدة الإجمالية لاكتماله في 30 شهرا.
ويهدف إنجاز هذا السد إلى حماية مدينة سيدي إفني من الفيضانات، والتغذية الجوفية وتعبئة الفرشة المائية، و ري الأراضي الفلاحية وتوريد الماشية، والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمنطقة. كما أعطيت مؤخرا الانطلاقة الرسمية لأشغال إنجاز ثلاثة سدود بإقليم أسا الزاك بجهة كلميم واد نون، "تاروراست"، الذي يقع بجماعة تويزكي بإقليم أسا الزاك، حيث سيتم بناء هذه المنشأة من حائط خرساني يتجاوز 10 آلاف متر، وبطول 224 متر وعمق 50 متر، وهو سد باطني بحقينة 1.6 مليون متر مكعب، حددت مدة إنجازه 30 شهرا بكلفة إجمالية تصل إلى 128 مليون درهم.
أما سد "بولجير" فخصصت ميزانية إنجازه في غلاف مالي تجاوز 219 مليون درهم، بطول 416 متر وبحقينة تصل إلى 8.40 مليون متر مكعب من الماء. ومن المرتقب أن يكون جاهزا للتسليم بعد حوالي 36 شهرا.
فيما ستبلغ حقينة السد الثالث "عوينة لهنا" بإقليم أسا الزاك، 1 مليون متر مكعب وبطول قمة تبلغ 124 متر، وحددت مدة الإنجاز في 24 شهرا وكلفة مالية تقدر بـ 43 مليون درهم. ومن شأن هذه السدود حماية إقليم أسا الزاك من الفيضانات، بالإضافة إلى التغذية الجوفية وتعبئة الفرشة المائية، والمساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية ...