هكذا ظن البعض أن الجنسية الإسبانية لـ"محمد زيان"، "صكُّ غفران" بعد التهام أموال المغاربة

هشام رماح
فجأة أصبح "محمد زيان" إسبانيا، يستحق معاملة فضلى، مقارنة مع نظرائه من المعتقلين الذين يؤدون ما بذمتهم في سجون المغرب، وبغتة بدا أن يفلت من العقاب نظير ما اقترفه من تبديد لأموال المغاربة، على حد منظور إخوة له من أبيه وهم مواطنون إسبان، اختاروا خرقة الـ"Independiente"، لالتماس العفو من الملك محمد السادس، في انحراف قبيح منهم، في التعاطي مع مفهوم العدالة في المغرب.
وعنت لإخوة "محمد زيان"، المعتقل على خلفية "الاختلاس وتبديد أموال عمومية مخصصة للدعم الانتخابي"، فضلا عن تهم أخرى تتعلق بالفساد الأخلاقي، أن الجنسية الإسبانية التي يتمتع بها شقيقهم من أبيهم، هي صكٌّ للغفران يستطيع به الانسلال من قبضة العدالة المغربية، وقد هاموا على وجوههم معتقدين أن المغاربة المعتقلين ومعهم الأجانب هم دون أخيهم منزلة، وأن له وحده أن يعبث مع العدالة المغربية التي أحكمت قبضتها عليه، بأدلة دامغة وقرائن لا تشوبها شائبة بعدما شذ عن الصواب وتوغل في اقتراف جرائم يعاقب عليها القانون فوق هذه الأرض السعيدة.
وبكل الإسفاف والابتذال تحرى أشقاء "محمد زيان"، مقاربة عوجاء في تعاطيهم مع العدالة في المغرب، وهم يظنون بلدا ذو سيادة، مثل المملكة الشريفة، سبق وأركع بلدانا كبرى، إنما هو رهن إشارة كل ضغط، ولا يقيم وزنا لإقامة القسطاس ومعاملة الجميع سواسية، أمام القانون دون إيلاء لاعتبارات مثل الجنسية وغيرها، كما ذهبت الظنون بهؤلاء الأشقاء.
وفي تمرير مقيت لرسالة مسمومة، طفق أشقاء "محمد زيان"، يؤكدون عبر الخرقة التي ظلت تستهدف الوحدة الترابية للمملكة، وسبق وأكلت الثوم بفمه، أن "البرلمان الإسباني، اعترف بتمتع الأمين العام السابق لحزب "السبع" بجنسية الجارة الشمالية، وبأن "دكانا" سياسيا هناك، حاول التدخل لصالحه لدى السلطات المغربية، بينما "الورع" محمد زيان، هو من أبى ذلك.
فهل يحق لـ"محمد زيان" أن يعامل بشكل أفضل من أزيد من 1400 سجين أجنبي في المغرب منهم 82 سجين إسباني؟ وهل يحق لشقيقهم "محمد زيان"، أن يستبيح أموال المغاربة ويلتهم أموال الدعم الانتخابي ويعيث فسادا في أرض المغرب، لا لشيء سوى لأنه إسباني؟ الجواب متروك لأشقاء هذا العابث الذين طرؤوا فجأة، ولمن يجتر ما اقترفوه من محاولة بئيسة على خرقة الـ"Independiente"، التي فتحت صفحاتها له حينما تطاول على المغرب مرارا، واستباح لنفسه أن يتجرأ على الملك محمد السادس، فحينها لم يطرف لهم جفن، إلى أن فطنوا على حين غرة أن يلتمسوا له العفو.