أزمة الغلاء تستدعي وزير الفلاحة للبرلمان

الكاتب : انس شريد

25 أغسطس 2024 - 10:00
الخط :

في ظل تفاقم أزمة غلاء أسعار المواد الغذائية في المغرب، يعيش المواطنون في حالة من الترقب والقلق حيال مستقبلهم المعيشي.

فقد ارتفعت الأسعار بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة، مما ألقى بظلاله على الحياة اليومية للعديد من الأسر المغربية. مع تزايد الضغوط الاقتصادية وتراجع القدرة الشرائية.

في ظل الأجواء الحارة التي تجتاح المملكة المغربية خلال فصل الصيف، يتزايد الإقبال على الأسماك باعتبارها من الأطعمة المفضلة لدى المغاربة، وكذلك الزوار الأجانب الذين يتوافدون على البلاد.

الأسماك السطحية مثل السردين، الذي يُعرف بلقب "سمك الفقراء"، كان في متناول الجميع سابقًا، ولكن في الآونة الأخيرة، شهدت أسعار هذه الأسماك ارتفاعًا ملحوظًا، مما أثار قلقًا واسعًا بين المواطنين، خاصة الفئات ذات الدخل المحدود.

وفقًا لما أكدته مصادر مهنية للجريدة 24، فإن الأسباب وراء هذا الارتفاع ترجع إلى عدة عوامل متداخلة، أبرزها الاستنزاف المفرط للثروة السمكية، بالإضافة إلى تدخلات المضاربين والسماسرة الذين يسعون للربح السريع على حساب المواطن العادي.

ونتيجة لذلك، قفز سعر الكيلوغرام الواحد من السردين من 10 دراهم إلى 30 درهمًا، مما جعل هذا النوع من الأسماك بعيدًا عن متناول الكثير من الأسر المغربية.

لم تقتصر الزيادات على السردين فقط، بل امتدت لتشمل أنواعًا أخرى من الأسماك مثل الميرنا، والكلامار، والقمرون، والصول، والسيبيا، التي أصبحت أسعارها تتراوح بين 60 و180 درهمًا للكيلوغرام الواحد.

هذا الارتفاع في الأسعار أثقل كاهل الأسر المغربية، مما دفعها للبحث عن بدائل أقل تكلفة، وهو ما يبدو أنه أصبح تحديًا معقدًا في ظل هذه الظروف.

ومن ناحية أخرى، شهدت أسعار الدواجن ارتفاعًا ملحوظًا، حيث وصلت إلى 25 درهمًا للكيلوغرام الواحد.

ويعود هذا الأمر لغلاء المواد الأولية بالإضافة إلى تزايد الطلب على اللحوم البيضاء في ظل ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء التي أصبحت بعيدة عن متناول الكثيرين.

فأسعار لحم العجل تجاوزت حاجز 100 درهم، في حين بلغ سعر لحم الخروف ما بين 140 و150 درهمًا للكيلوغرام الواحد.

ولم تسلم الفواكه من موجة الغلاء، فقد ارتفعت أسعارها هي الأخرى بشكل ملحوظ منذ بداية الصيف.

على سبيل المثال، تراوح سعر الكيلوغرام الواحد من التفاح بين 22 و25 درهمًا، والموز 18 درهمًا، في حين وصل سعر البطيخ الأحمر إلى 8 دراهم. هذا الوضع جعل من الصعب على الأسر المغربية تأمين احتياجاتها الأساسية من الفواكه والخضروات.

في ظل هذه التطورات، تقدم عبد الرحيم شهيد، رئيس الفريق الاشتراكي - المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، بطلب إلى رئيس لجنة القطاعات الإنتاجية لعقد اجتماع عاجل بحضور وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، محمد الصديقي. الهدف من هذا الاجتماع هو مناقشة أسباب ارتفاع الأسعار وتأثيراتها على القدرة الشرائية للمواطنين، خاصة الفئات الأكثر هشاشة.

وأشار الفريق في مراسلته إلى أن المغرب يشهد موجة غلاء غير مسبوقة خلال السنوات الأخيرة، ما أثر بشكل كبير على الحياة المعيشية للمواطنين، خصوصًا الطبقات الفقيرة والمتوسطة.

هذه الزيادات أجبرت العديد من الأسر على تقليل حجم مشترياتها، أو حتى الاستغناء عن بعض السلع الأساسية، مما قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة، خصوصًا بين الأطفال وكبار السن، حسب مضمون المراسلة.

في هذا السياق، طالب الفريق بمناقشة استراتيجية الوزارة المعنية لمواجهة هذا الوضع، والعمل على وضع خطة فعّالة على المدى القصير والمتوسط والطويل لضمان استقرار الأسعار وحماية القدرة الشرائية للمواطنين، وضمان الأمن الغذائي للبلاد.

كما أشار الفريق إلى أنه تم تسجيل ازديادا في حدة التوتر الاجتماعي عبر اندلاع موجة من الاحتجاجات الاجتماعية ببعض المناطق والاستياء والتذمر ونوع من التعبئة عبر وسائط التواصل الاجتماعي من جهة أخرى.

آخر الأخبار