نظام العسكر مستمر في الاتجار بالقضية الفلسطينية عبر الكذب على الأمريكان

سمير الحيفوفي
فرق شاسع، لكنه كاشف لطبيعة نظام عسكري جبان وكذاب قائم في الجزائر، كما يظهر بين بلاغين صدرا، اليوم الخميس، عن سفارة الولايات المتحدة الأمريكية بالجزائر ووزارة خارجية الجارة الشرقية، في أعقاب لقاء جمع بين "إليزابيث مور أوبين"، السفيرة الأمريكية و"أحمد عطاف"، وزير الخارجية الجزائري.
وفيما أفادت سفارة بلاد العم سام في الجزائر، بأنه جرى خلال اللقاء الذي انعقد اليوم الخميس 22 غشت 2024، التحدث عن الأوضاع الإقليمية والتعاون الاقتصادي والزراعة والتعليم، فإن وزارة الخارجية الجزائرية، انبرت للكذب والتشدق بأن اللقاء تمحور حول مناقشة الوضع في غزة ومجلس الأمن والشرق الأوسط، في استمرار سافر لسياسة تدجين الشعب الجزائري عبر الاتجار بالقضية الفلسطينية.
ويحيل التناقض الصارخ بين إعلان سفارة أمريكا بالجزائر ووزارة الخارجية الجزائرية، على ديدن الكذب الذي تتبناه الدبلوماسية الجزائرية في علاقاتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، وهي تحاول تسويق نفسها كفاعل رئيسي في القضية الفلسطينية، بينما لم تتم الإشارة لها ضمن بلاغ الأمريكان، وهو أمر كان سيذكر لو تم فعلا.
وليست هذه أول مرة تختبر فيها الولايات المتحدة أكاذيب وأراجيف النظام العسكري الجزائري، الذي يقتات على القضية الفلسطينية، وقد زاد بلاغ نظام الـ"كابرانات" أن "الجزائر، ومن موقعها كعضو غير دائم بمجلس الأمن، التزمت بدعم كافة الجهود الرامية إلى تفعيل وقف فوري ودائم ومستدام لإطلاق النار في قطاع غزة"، علما أن في هذه المرة اختفت أي إشارة من لدن دبلوماسية العسكر لقضية الصحراء المغربية التي تقض مضاجعهم.
في المقابل، اختفت الإشارة التي تم تسويقها في الداخل الجزائري تماما من إخطار السفارة الأمريكية، بما يحيل على اختلاف بيِّن بين الطرفين حول القضايا التي جرت مناقشتها، وقد ركنت أبواق النظام العسكري إلى الترويج كون "الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية لا تتشاركان نفس الرؤى إزاء القضية الفلسطينية، حيث اصطدمت جميع الجهود الدبلوماسية في مجلس الأمن الدولي بما في ذلك التحركات الجزائرية بـ”الفيتو” الأمريكي"، كما أوردت صحيفة "أوراس" المقربة من العسكر.
اللافت، أنه ليست هذه أول مرة تختبر فيها الولايات المتحدة الأمريكية، أراجيف النظام العسكري، إذ هناك سوابق عدة، مثلما بارك الإعلام الجزائري نهج الـ"بروباغندا" الكرغولية حينما حرَّف، شهر دجنبر 2023، تصريحات لـ"جوشوا هاريس" مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شمال إفريقيا، بعد حوار له مع موقع "الجزائر الآن"، لبث الوقيعة بين أمريكا والمملكة المغربية.
وكان الإعلام الجزائري نقل عن "جوشوا هاريس" تصريحات لم ينبس بها بالمرة، بخصوص قضية الصحراء المغربية، ليتم ابتداع أكاذيب وتفصيلها على مقياس الأطروحة الانفصالية التي يتبناها النظام العسكري القائم في الجزائر، وهو ما جعل سفارة أمريكا بالعاصمة الجزائري، تعمد إلى نشر تفاصيل الحوار الذي أشاد من خلاله، مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون شمال إفريقيا، بمخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب، خلافا لما جرى الترويج له من العسكر وأبواقهم.