في تطور لافت يعكس التحولات في خريطة الطاقة بالمنطقة، كشفت إحصائيات الطاقة الإسبانية عن تسجيل ارتفاع كبير في صادرات الغاز الطبيعي إلى المغرب خلال عام 2024.
هذا الارتفاع يأتي في وقت يشهد فيه السوق الإقليمي تحولات مهمة، خاصة مع ارتفاع واردات إسبانيا من الغاز الجزائري، مما يثير تساؤلات حول تأثيرات هذه الديناميكيات على العلاقات الاقتصادية والجيوسياسية في المنطقة.
بحسب ما نشرته صحيفة "Vozpopuli" الإسبانية، فإن صادرات الغاز الإسباني إلى المغرب سجلت زيادة ملحوظة بنسبة 18.5% في يونيو 2024 مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، حيث كانت النسبة حينها 7.7%.
هذه الزيادة اللافتة تشير إلى أن المغرب أصبح وجهة رئيسية لصادرات الغاز الإسباني، في وقت كانت فيه نسبة هذه الصادرات إلى المغرب شبه معدومة قبل سنوات قليلة.
التحليل الأعمق لهذه الأرقام يكشف عن اتجاه تصاعدي بدأ منذ عام 2022، حين كانت نسبة الغاز المصدر إلى المغرب في يونيو من ذلك العام لا تتجاوز 0.1% من إجمالي صادرات الغاز الإسباني, حسب ذات التقرير.
لكن منذ ذلك الحين، شهدت العلاقات الطاقية بين البلدين تطورًا كبيرًا، مما أدى إلى زيادة هذه النسبة بشكل متواصل حتى وصلت إلى 18.5% في يونيو 2024، وفقا لذات المصدر.
وأكد ذات المصدر، أنه في الوقت الذي زادت فيه شحناتها إلى المغرب، قطعت إسبانيا الصنبور عن "جيرانها" مثل إيطاليا. في عام 2023 ، تسببت الشحنات عبر "خط الأنابيب الافتراضي" بين برشلونة وليفورنو، حيث تنقل ناقلات الغاز الطبيعي المسال الأصغر الغاز الطبيعي المسال إلى الميناء الإيطالي ، في توجيه 18.4٪ من الغاز الذي يغادر إسبانيا إلى الموانئ عبر جبال الألب. الآن ، تم تخفيض هذا الرقم ، وفقا لأرقام Cores في يونيو 2024 ، إلى 4.4٪
هذا الارتفاع المستمر في صادرات الغاز من إسبانيا إلى المغرب يمكن تفسيره بعدة عوامل، من بينها تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين في مجال الطاقة، فضلاً عن رغبة المغرب في تنويع مصادره من الطاقة لتلبية احتياجاته المتزايدة.
