هكذا انقلب السحر الجزائري على الـ"كابرانات" أمام الملأ في طوكيو

هشام رماح
فضائح دبلوماسية الخديعة أصبحت بـ"جلالجل"، والعالم بأجمعه أصبح يعلم كيف أن النظام العسكري الجزائري، يحاول لملمة هزائمه المتتالية ورتق بكارته بالاعتماد على التدليس، وقد فضح النظام المارق نفسه بنفسه في اجتماع تحضيري لقمة "تيكاد" المتعلقة حول التنمية بإفريقيا، والمنعقدة في طوكيو يومي 24 و25 غشت 2024.
وتطرقت صحيفة "لوفيغارو"، الفرنسية، إلى الحادث المثير للسخرية الذي تحرته الاستخبارات الجزائرية، في العاصمة اليابانية، حينما سمحت لعناصر انفصالية بالتسلل إلى الاجتماع التحضيري الذي أبرم، أمس الجمعة 23 غشت 2024، متسترين بهويات دبلوماسيين جزائريين، لا لشيء سوى للانتشاء بانتصار وهمي.
ونشرت الصحيفة الفرنسية مقطعين مصورين يوثقان كيف أن أحد الانفصاليين عمد إلى فتح محفظته، واستخراج لافتة تحيل على الجبهة الانفصالية، وذلك في خلسة من الحضور، من أجل التقاط صورة ضمن الاجتماع، في سعي بئيس لتحقيق "نصر" زائف، ليندلع عراك بينه مدعوما بعنصر استخبارات جزائري، ودبلوماسي مغربي غيور كان ضمن وفد المملكة المشارك في القمة، هب لتصويب الأمر، وحذف اللافتة.
وأفرد النظام العسكري الجزائري كل السبل أمام انفصاليي "بوليساريو" لأجل التقاط صور لهم في قمة "تيكاد" من أجل إيهام الجميع بأنها مشاركة فيها وقد تمت دعوتها، من لدن اليابان التي استشعرت انتهاكا لسيادتها، بسبب النعرة التي استبدت بنظام الـ"كابرانات" لحين أحس بخازوق ياباني ستطول آلامه في قعره. لماذا؟
الجواب بسيط، فكما أن الخطوة التي تحرتها الدبلوماسية الجزائرية في اليابان، والتي تنم عن غلٍّ دفين من نظام الجارة الشرقية للمملكة الشريفة، فإنها انقلبت على الـ"كابرانات" كما ينقلب السحر على الساحر، لتنحاز اليابان، إلى التبرؤ من توجيهها أي دعوة لجبهة "بوليساريو"، رغم الضغوطات التي مارستها الجزائر وحليفتها جنوب إفريقيا.
وبعدما فضح النظام العسكري نفسه أمام الملأ، وحاول تدنيس قمة "تيكاد"، بنزعته في تمزيق المملكة المغربية، تدخل الممثل الياباني بسرعة، ليرتب الوضع من جديد ويعيد الأمور إلى نصابها، وقد عبر عن موقف الحكومة اليابانية بوضوح لا لبس فيه مؤكدا أن بلاده، لا تعترف بـ"بوليساريو"، وأنها لم توجه الدعوة لأي وفد ممثل لها.
وجاء موقف ممثل اليابان في قمة، أمس الجمعة، منسجما والموقف الذي طالما عبرت عنه اليابان، كما جاء على لسان "تارو كونو"، وزير الخارجية الياباني، الذي سبق وفصل في موقف بلاده، في وقت سابق، مؤكدا على أنها لا تعترف البتة بهذا الكيان الوهمي.