على قدر ألم "كابرانات" الجزائر بموقف فرنسا من الصحراء المغربية علا الصراخ في طهران

هشام رماح

على قدر الألم الذي تسبب فيه اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء، ارتفع صراخ الشيطان الإيراني، الذي تلبَّس بالنظام العسكري الجزائري، ووسوس للـ"كابرانات" لعلهم يجدوا لها موطيء قدم في شمال إفريقيا، فكان أن انتقد ما يعرف بـ"مجلس العلاقات الخارجية الاستراتيجي" في طهران، والمقرب من السلطة الحاكمة، المبادرة الفرنسية التي قصمت ظهر النظام المارق في جارة السوء.

وكما أن الـ"كابرانات" تألموا كثيرا، بعدما وضعت فرنسا حدا لالتباس مواقفها، وأعلن رئيسها "إيمانويل ماكرون"، تزامنا والذكرى الـ25 لعيد العرش المجيد، عن اعتبار بلاده قضية الصحراء المغربية قضية أمن قومي للمملكة، وبأن مستقبل العلاقات بين البلدين قائم على اعتبار الصحراء مغربية، فإن صراخ حكام الجزائر علا في طهران، التي وضع العسكر الجزائري بيضه في سلة نظامها الصفوي، وقد نسج الطرفان مسخا شيطانيا يتربص بالوحدة الترابية للمملكة الشريفة.

وتبدى أن مصاب إيران جلل، كما جاء عبر وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، حينما أوردت عبر حوار مع المدعو "مرضى مكي"، الذي ألبسه النظام الإيراني رداء "المتخصص في شؤون الصحراء"، قول الأخير إن "تغيير موقف فرنسا بشأن مستقبل الصحراء لن يساعد في حل الأزمة في هذه المنطقة، بل سيجعل الأزمة أكثر تعقيدًا".

وزاد العضو في المجلس المحسوب على النظام الإيراني بأن "فرنسا تحاول استخدام قضية الصحراء كأداة للحصول على تنازلات من المغرب والجزائر والضغط على الحكومة الجزائرية"، ليعلن بذلك نيابة عن دولة "المرشد"، بأن قضية الصحراء المغربية تعني إيران كثيرا، ويؤكد على رجاحة الدبلوماسية المغربية التي قطعت علاقاتها ببلد عقد العزم على دس أنفه في قضية لا تعنيه، بعد تحالف أبرمه ونظام عسكري جاثم على صدور الجزائريين.

وفيما صعق النظام الجزائر بموقف فرنسا الذي انسجم ومواقف دول عظمى تتقدمها الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وإسبانيا، فإنهم استنجدوا بالنظام الإيراني ليدلي بدلوه في صدد قضية، يصعب تصديق أنها تعني حكومة "المرشد"، لولا أن فضائح جمة كشفت تورط الأخير بمباركة جزائرية في تدنيس المنطقة المغاربية، عبر استخدام "بوليساريو"، لتحقيق مآرب التحالف الشيطاني.

وكانت صحيفة "Welt" الألمانية، أكدت، في عددها للعاشر من نونبر 2023، عبر تحقيق منجز من لدن الصحفية "Christine Kensche"، واستنادا على تقارير استخباراتية غربية دقيقة، على أن الحرس الثوري الإيراني وذراعه الإرهابي "حزب الشيطان" المعروف في لبنان بـ"حزب الله"، يسخرون بمباركة من النظام الجزائري، "ميليشيا" "بوليساريو" الإرهابية، لتنفيذ هجمات على الأراضي المغربية ضد مصالح أمريكية وإسرائيلية من بينها مكتب الاتصال.

نفس الأمر أعقبه تحقيق من قناة "DW" (دويتشه فيله"، الألمانية بدورها، وقفت فيه على أن إيران تسعى لتنزيل مخططاتها التوسعية في المنطقة المغاربية، على ظهر الجزائر التي تفرد لها كل الأسباب والسبل لاستخدام "بوليساريو" ضد المملكة المغربية، التي تعد صخرة تنكسر عندها أطماع الإيرانيين والجزائر الباحثة عن منفذ لها على المحيط الأطلسي، دون جدوى.