سباق على الكراسي.. 64 جماعة ترابية تستعد لصراع انتخابي بين المعارضة والأغلبية

في ظل الترقب والتنافس المحتدم، تستعد الساحة السياسية المغربية لخوض غمار الانتخابات الجماعية الجزئية، التي تعتبر من أبرز المحطات السياسية في العام 2024.
وستشهد هذه الانتخابات صراعًا بين مختلف الأحزاب السياسية للظفر بمقاعد حاسمة في العديد من الجماعات الترابية، وعلى رأسها جماعة فجيج، حيث يحتدم التنافس بين أحزاب الأغلبية والمعارضة على مقاعد في عدد من الدوائر الانتخابية.
في فجيج، تقدمت عدة أحزاب بقوائم مرشحيها في عدد من الدوائر على مستوى الجماعة، مما يعكس أهمية هذه الانتخابات كاختبار لقوة الأحزاب وتأثيرها في المشهد السياسي المحلي.
حزب الأصالة والمعاصرة، على سبيل المثال، دفع بمرشحين مثل محمد السعدي، مريم لالي، وبوبكر بندودة، فيما قدم حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي مرشحين أبرزهم أحمد مرزوق وفاطمة جابري.
من جهة أخرى، يتنافس حزب التجمع الوطني للأحرار بمرشحين من بينهم سليمان زروال وخيرة طرشون، بينما يدخل الحزب الاشتراكي الموحد السباق بمرشحين مثل إبراهيم يتريب وفاطمة الزهراء كمي.
كما أصبحت دائرة المحيط بالرباط، التي تعرف باسم "دائرة الموت"، محور اهتمام كبير نظرًا للتنافس الشديد الذي تشهده.
هذه الدائرة تجذب أنظار المتابعين السياسيين بسبب ترشح عدد من الزعماء البارزين فيها، مما يضفي على الانتخابات طابعًا خاصًا يعكس الصراع بين المعارضة والأغلبية على الساحة الوطنية.
قرار المحكمة الدستورية بتجريد النائب البرلماني عبد الرحيم واسلم من عضويته فتح الباب لتنظيم انتخابات جزئية، ما دفع الأحزاب إلى تعبئة كل طاقاتها لحسم المعركة لصالحها.
ورشح حزب فيدرالية اليسار الديمقراطي فاروق مهداوي، بينما اعتمد حزب التجمع الوطني للأحرار على سعد بنمبارك، زوج العمدة السابقة أسماء اغلالو، لتعويض خسارته لمقعد الدائرة. وفي الوقت ذاته، يسعى حزب العدالة والتنمية إلى تعزيز موقعه عبر مرشحه عبد الصمد أبو زاهير، فيما قدم حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مرشحه ياسين التونارتي.
هذا الصراع السياسي يمتد إلى أكثر من 64 جماعة ترابية موزعة على 35 عمالة وإقليم في مختلف أنحاء المغرب.
الأحزاب الكبرى تتنافس على 90 مقعدًا شاغرًا، حيث تأتي الانتخابات الجزئية المزمع تنظيمها يوم الخميس 12 شتنبر المقبل، في وقت حساس وحاسم، بعد عزل عدد من المنتخبين.
هذه الانتخابات تشمل ملء ثلاثة مقاعد في جماعة تطفت بعمالة العرائش، منها مقعد واحد مخصص للنساء، بالإضافة إلى مقعد مخصص للنساء في جماعة سيدي بوزينب بالحسيمة، ومقاعد في جماعات مصمودة ولمجاعرة وزومي بوزان، وجماعة سيدي موسى-لمهاية وإسلي بوجدة أنجاد، وغيرها من الجماعات في الناظور.
وستجرى انتخابات جزئية أيضًا في جماعة بودينار بالدريوش وجماعة جرادة، وكذلك في جماعات سيدي سليمان الشراعة واغبال وزكزل بعمالة إقليم بركان، إضافة إلى تسعة مقاعد في جماعة فجيج، منها مقعدين مخصصين للنساء.
وفي مكناس، ستجرى انتخابات جزئية لملء أربعة مقاعد في جماعة نزالة بني عمار، منها مقعد واحد مخصص للنساء، ومقعد واحد في جماعة واد الجديدة.
كذلك سيتم انتخاب مقعد واحد في جماعة أولاد ميمون بعمالة مولاي يعقوب، وثلاثة مقاعد مخصصة كلها للنساء في جماعات عين مديونة والخلالفة وتمضيت بتاونات.
وتتضمن هذه الانتخابات أيضًا ملء مقعدين بعمالة الخميسات، واحد في جماعة آيت أوريبل والآخر في جماعة مرشوش، بالإضافة إلى مقعد في جماعة الخنيشات بسيدي قاسم ومقعد في جماعة الصفافعة بسيدي سليمان، ومقعدين بتراب عمالة بني ملال، واحد للنساء في جماعة زاوية الشيخ والآخر في جماعة أيت أم البخت، ومقعدين في الفقيه بنصالح، واحد في جماعة أولاد عياد والثاني في جماعة بني شكدال.
وستجرى أيضًا انتخابات جزئية في جماعة بولعوان بالجديدة، ومقعدين في عمالة بنسليمان مخصصين للنساء، ومقعد في جماعة لحساسنة ببرشيد مخصص للنساء، ومقعد في جماعة واد النعناع بسطات، ومقعد في جماعة أولاد سي بوحيى بسيدي بنور، حيث من المتوقع عزل رئيسها بعد مسطرة عزل سلكها عامل إقليم سيدي بنور أمام المحكمة الإدارية بالدار البيضاء.
وفي إقليم الحوز، ستجرى انتخابات جزئية في جماعة آيت اورير بالنسبة لمقعد واحد، وآخر في جماعة آيت فاسكا، بالإضافة إلى ثلاثة مقاعد في جماعات ميات والدشرة وأولاد عمرو بقلعة السراغنة، ومقعد في جماعة سيدي بولعلالم بالصويرة.
إضافة إلى ذلك، ستجرى انتخابات جزئية في جماعات لحضر واصعادلا بآسفي، وجماعة الكنتور باليوسفية، وثمانية مقاعد في جماعات تابعة لإقليم ميدلت، منها ثلاثة مخصصة للنساء.
تشمل الانتخابات أيضًا مقعداً مخصصاً للنساء في جماعة أورير بأكادير ادا وتنان، ومقعداً في جماعة بيوكرى باشتوكة آيت باها، وأخرى في جماعات تومليلين وأصادص وتالماكانت وتافراوتن، إلى جانب جماعات تاسريرت وسيدي بوعبد اللي بتزنيت، وأسرير بكلميم، حيث سيتم انتخاب 8 مقاعد، ثلاثة منها مخصصة للنساء، بالإضافة إلى مقعد للنساء في جماعة سيدي امبارك بسيدي افني، وأخرى في جماعة سيدي احمد لعروسي بالسمارة.
في ظل الأجواء المشحونة بالترقب والتوتر، يترقب المتابعون كيف ستتطور الأمور، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها البلاد على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي.
هذه الانتخابات ليست مجرد فرصة لاختيار ممثلين جدد، بل هي أيضًا فرصة للأحزاب لتثبت قوتها وتأثيرها في المشهد السياسي المحلي والوطني، مما سيحدد ملامح الخارطة السياسية في المغرب خلال الفترة المقبلة.