حربائية كرغولية.. الجزائر تهاجم قوات "فاغنر" بعدما أدخلتها من أوسع الأبواب إلى المنطقة

هشام رماح
بعدما أدخل النظام العسكري الجزائري قوات "فاغنر" الروسية، من الباب الواسع إلى الحدود بينها ومالي لتحقيق مآرب خبيثة، شرعت الآن تهاجمها، بعدما آل تحالف هذه القوات مع المجلس العسكري في جارتها الجنوبية، مالي إلى مآل غير الذي كان يسعى إليها الـ"كابرانات"، في تجسيد صارخ لحربائية نظام مارق أقواله ليست كأفعاله.
وفي تجلٍّ سافر للمرض المستبد بالنظام العسكري الجزائري، انقض "عمار بن جامع" الناطق باسمه لدى الأمم المتحدة، على قوات "فاغنر" والمجلس العسكري المالي، بعدما دعا مجلس الأمن الدولي، خلال جلسة نقاش بمقر الأمم المتحدة بمناسبة الذكرى الـ75 لاعتماد اتفاقية جنيف، انعقدت امس الجمعة 30 غشت 2024، إلى محاسبة "الجهات التي تسببت في قصف أكثر من 20 مدنيا ماليا، جراء ما تقترفه بحق القانون الدولي الإنساني".
اللافت، أن دعوة المدعو "جامع بن عمار"، لمجلس الأمن بمعاقبة "فاغنر" والمجلس العسكري في مالي، انبنت على ما قال إنه طالعه عبر الصحافة، في محاولة منه ذر الرماد في عيون العالم، كون بلاده هي من أفردت الطريق للقوات الروسية، حتى تجد لها موطئا في المنطقة، وبأنها هي من استعانت بها قبل أن تدخل هذه القوات إلى مالي ومنطقة الساحل.
هذا الأمر لم يمر مرور الكرام، إذ انبرى له ممثل دولة مالي، مستنكرا، بشدة اتهامات الجزائر وادعاءاتها التي تمس بسيادة مالي، وقد قال "إنني أعرب عن تفاجئي لأن أسمع دبلوماسيا يقول تصريحا خطيرا كهذا وغير مُثْبت وأن يتحدث على أساس معلومات من الصحافة غير مؤكدة"، مضيفا "أذكر زميلي الجزائري أن قوات الدفاع في مالي قوات محترفة ومهنية وتحارب الإرهاب من أجل احترام حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، لكي نحرر أراضينا ونحمي شعبنا".
وكان ممثل الجزائر الدائم بالأمم المتحدة، عقب على ما جرى في مالي قرب الحدود الجزائرية، قائلا إن "ضغطوا على الزر لإطلاق هذا الهجوم لا يخضعون للمساءلة أمام أي طرف"، داعيا إلى وقف ما وصفها بـ"انتهاكات الجيوش الخاصة التي تستعين بها بعض الدول"، في إشارة إلى المجلس العسكري لدولة مالي وقوات "فاغنر" الروسية.
وغاب عن "عمار بن جامع"، ممثل النظام العسكري الجزائري، لدى الأمم المتحدة، والذي حاول الظهور بمظهر المدافع عن وحدة وسلامة دول المنطقة، أن بلاده لا تأل جهدا لبث الفرقة والفوضى في المنطقة، بدعمها ميلشيات "بوليساريو"، لا لشيء سوى لتمزيق المملكة المغربية، التي نذرها الـ"كابرانات" عدوا أبديا، ثم الركوب على ظهور الانفصاليين لأجل بلوغ المحيط الأطلسي.