"سليمان الريسوني".. بين فرية "التعجيل أو التأجيل" والسقوط في براثن أعداء الوطن

"التعجيل أو التأجيل"، هكذا فرية ستظل لاصقة في ظهر "سليمان الريسوني"، والتي تهرب بها من مواجهة عائشة الكلاع، رئيسة الجمعية المغربية لحقوق الضحايا، في المناظرة التي جرى الترتيب لها باتفاق ثلاثي الجمعة 30 غشت 2024، لكن وكما نفذ بجلده من مواجهة العارفة بحقيقة وتفاصيل قضيته، في المناظرة التي كانت تنذر بالفصل بين الحق والباطل، ارتمى في أحضان صحيفة "El Independiente"، الممولة من طرف المخابرات الجزائرية، والتي تتربص بالمغرب الدوائر.
وخوفا من أن تقارع عائشة الكلاع استيهاماته بالحجج والدلائل الدامغة والموثقة لسعيه نحو هتك عرض "مثلي"، كانت شكايته سببا في متابعته واعتقاله، فإن "سليمان الريسوني"، آثر طمر رأسه في الرمل، مدعيا أنه حل بالقصر الكبير لحضور مناسبة عائلية، رغم أن مناظِرته أبدت استعدادا مكينا وأكيدا لمواجهته وقد أجلت سفرية لها نحو إسبانيا، فتكالب عليها مع "حمدي المهدوي"، ليحاولا جعلها من تخاف المواجهة.
ولأن الحق لا يحول ولا يزول ولا يتغير، فإن من تغير هو "سليمان الريسوني"، الذي لم يجد إلا الصحيفة التي تمولها المخابرات الجزائرية، ليزايد على الحقيقة الساطعة التي تفيد بأنه لم يعتقل لآرائه ولا لمواقفه مثل ما يدعي، وإنما أدى ثمن ركوبه ميولاته الجنسية المنحرفة، بعدما اشتهى "مثليا"، وسعى للركوب عليه، فكان أن حددت له ضحيته السرعة التي كان يسير بها، ووجد نفسه بين جدران الزنزانة محملا بفضيحة، ارتأى أنه لن يتخلص منها إلا بالمزايدة على ما حدث لتزييف الوقائع والأحداث وتسويق نفسه بطلا.
وليس من مكان يتسع لـ"سليمان الريسوني"، غير الخرقة المعادية للمغرب، والتي أصبحت مغناطيسا يجذب أمثاله من مدعي البطولة كـ"المعطي منجب" و"محمد زيان"، وهلم جرا ممن يأكلون الغلة ويسبون الملة، وهم بذلك يراهنون على خسة القائمين على "El Independiente"، الذين يسخرون لهم أقلاما لا تلقي بالا للمهنية بقدر ما تطبل لأراجيف هؤلاء وأكاذيبهم بعد تنميقها، لعلها تضرب عصفورين بحجر واحد.. تجعل من سقط المتاع أبطالا وتصرف أحقادها المتغلغلة في صدور القائمين عليها تجاه المغرب، خدمة لنظام عسكري جزائري أرعن ينفحها بكل المال لتظل عجلتها تدور.
ولا ريب أن "سليمان الريسوني" أفصح عما يدور في دواخله صراحة حينما طالب بإسقاط النظام المغربي في ندوة نظمها حزب "النهج الديمقراطي" المنحرف عن جادة الديمقراطية، حيث الرفاق يهيمون في عالمهم الهلامي الفريد، وهو أمر ينسجم وسقطته التي تمثلت في انبطاحه للقائمين على الخرقة الإسبانية، بعدما راقهم ما تلفظ به واستقطبوه حتى يقضوا بما يضرطه غرضهم، فلم يترفَّع ولم يتمنَّع وكما لم يضرب أخماسا في أسداس قبل السقوط في براثن أعداء الوطن، بل قفز حبورا ليتلقفه هؤلاء ويدلي لهم بما يروقهم وما أرادوا سماعه منه.
وفي حوار "سليمان الريسوني" مع "فرانسيسكو كاريون"، حاطب الليل، الذي حاوره على خرقة "El Independiente"، ما يحيل على سوء سريرته وخبث كوامنه، وإبدائه للطاعة ومبايعته لأعداء الوطن، الذين يلهثون وراء الشاردة قبل الواردة لاستهدافه وتلطيخ سمعته وتشويه صورته، إذ في الحوار أطلق المعفى عنه بمناسبة الذكرى الـ25 لعيد العرش المجيد، العنان للسانه ليتلفظ بكلام أقذع من أن يتلفظ به عاقل بالكاد أفرج عنه بعدما كان مسجونا نظير ما جنت عليه غريزته التي لا يمكن وصفها الحيوانية والحيوان يربأ أن يشتهي الذكور.
وبدلا من أن يتحرى "سليمان الريسوني" الموضوعية ويسمي الأشياء بمسمياتها، انغمس في ذل الباطل، مبتغيا غسل ما اقترفه في حق ضحية لا يزال ينتظر إنصافه، بالادعاء أنه "معتقل سياسي"، وبأن العفو عليه جاء جراء ضغوطات خارجية، متناسيا أن العفو الذي أسبغه الملك محمد السادس، عليه إنما يتعلق بالعقوبة ولا يعد مساسا بتاتا بحقوق الضحايا التي لا تزال قائمة، والتي سعى جاهدا لطمسها عبر التدليس على قراء الخرقة الإسبانية، بادعاء شرف يفتقد إليه.
ولربما "سليمان الريسوني"، الذي لا ينفك عن الاستدلال بقرار الفريق الأممي حول قضيته، يعلم، أكثر من غيره، بأن هكذا قرار إنما ينحاز إلى الشكليات المرتبطة بظروف الاعتقال والمساطر المعمول بها في هذا الصدد، بينما الجوهر أو فصول المتابعة أو الحجج الدامغة التي تثبت تورطه فيما نسب إليه، فهي أبعد من أن يتناولها هذا القرار لأن الجريمة ثابتة في حقه، وضحيته حي يرزق ينتظر استخلاص حقه الذي لا يزال في ذمته.
فهل يظن "سليمان الريسوني" أن قرار الفريق الأممي يعد تبرئة له تغسل اللطخة التي تسود سجله؟ لا وألف لا، ونفس الألفية النافية، تمتد إلى العفو الملكي، فهو ليس بريئا، وما أدين من أجله قائم، ولن ينمحي بمرور الزمن، لكنه آثر الاستمرار في ضلالته لحد جعله يصرف المغالطات ويهذي بالمهاترات، في توضُّعٍ واضح وجلي للمقولة الشعبية "ضربني وبكا وسبقني وشكا"، وفي سعي منه لأن يرتدي لبوس بطولة تعشعش في ذهنه وحده.
لقد افترى "سليمان الريسوني"، كثيرا في حواره المنبثق عن صفقة بينه وبين أعداء الوطن، وفيه كشف عن سلطويته المقيتة الرامية إلى حل منابر إعلامية لا لشيء سوى لأنها أفردت أمام الجميع حقيقته، وكشفت سوء أفعاله، التي يندى لها الجبين، ولأن "زملاءه"، لم يصفقوا لميولاته الجنسية المنحرفة، ولم يهللوا لما يرطن به من كلام كلما اشتد حماسه في حضرة "الرفاق" أو متى لعبت الخمرة برأسه، مثلما تفاخر بذلك في صورة قبل أن يحذفها بعد ظهور قنينة خمر زينت الطاولة التي كان يتداول فيها وسدنة السوء الطرائق التي يرونها تسعد أعداء الوطن وتلطخ سمعته.