عبداللطيف الحاتمي.. وترجل فارس فن المرافعة داخل المحاكم

رزئت أسرة المحاماة بالمغرب صباح اليوم الجمعة بفقد الدكتور المحامي عبد اللطيف الحاتمي، أحد شيوخ فن المرافعة داخل ردهات المحاكم
ويعد الراحل من أهم المدافعين عن استقلال القضاء بالمغرب من خلال الجمعية المغربية للدفاع عن استقلال القضاء، حيث كان له الفضل في توطيد عدد من الحقوق التي حصل عليها الجسم القضائي فيما بعد.
وكان عضوا بالهيئة العليا للحوار حول إصلاح منظومة العدالة التي أطلقها وزير العدل الأسبق مصطفى الرميد.
عرف بتبنيه للقضايا العادلة، وأخذ على عاتقه الدفاع عن المعتقلين الإسلاميين من خلال منتدى الكرامة لحقوق الإنسان.
تكوينه العالي والمامه بالقانون ومبادئه وسبر أغواره إلى جانب دماثة خلقه، جعل منه سيدا لفن المرافعة داخل المحاكم، بحيث أن جليسه لا يمل من سماع كلامه.
كان رحمه الله مجيدا لفن الإقناع، ومحترما من لدن هيئات الحكم، لتواضعه وحسن إسغابه في الكلام.
خلال محاكمة شهيرة احتضنتها ردهات محكمة أنفا بالدار البيضاء بداية القرن الحالي، بعد اعتقال نشطاء من حركة التوحيد والإصلاح احتجوا على استضافة شخصية صهيونية بسينما ميكاراما بالدار البيضاء، أبلى بلاء حسنا في هذه المحاكمة وكان له الفضل في حصولهم على البراءة.
ضمت هذه المحاكمة عدد من القامات الحقوقية في مقدمتهم النقيب عبد الرحمان بنعمر والراحل احمد بنجلون وخالد السفياني.
عادة في مثل هذه المحاكمات ما تسود أجواء متشنجة بين هيئة الدفاع ورئاسة الجلسة وممثل الحق لعام.
لكن الراحل الحاتمي بأسلوبه اللبق وطريقته الدبلوماسية في الكلام كانت كفيلة بإذابة جليد الخلاف بين الطرفين.
الراحل كان أيضا عضوا بمجلس المنافسة، وراكم عدد من التجارب الحقوقية وستظل عدد من مشاريع القوانين الجنائية تحمل بصمته.