عندما صوت الجيش والرحل على مرشح الـ"كابرانات" في الجزائر بينما غاب الشعب

سمير الحيفوفي
عاد "عبد المجيد تبون"، من جديد إلى قصر "المرادية" بعد انقضاء مسرحية الحملة الانتخابية، وما اعترى يوم الاقتراع أمس السبت 7 شتنبر 2024، ليبقى رئيسا للجزائر جاثما على صدور حرائرها وأحرارها لعهدة ثانية بمباركة من العسكر، لكنه بدا فاقدا للشرعية بعدما لم يستجب سوى 16 في المائة من مجموع 24 مليون جزائري للتصويت على من سيحكم بلادهم لخمس سنوات مقبلة.
وليست نسبة 16 في المائة مبتدعة، إذ وبخلاف الأرقام المنفوخة من لدن ما عرف خلال الانتخابات الجزائرية بـ"السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات"، فإن منشورا لها، حدد نسبة المشاركة إلى حدود الخامسة مساء من يوم أمس السبت في 16,46 في المائة.
ولم تكد تمر ساعات على الإعلان عن نسبة المشاركة التي لم ترض الـ"كابرانات"، حتى عاد الجهاز المشرف على الانتخابات، لينفخ في نسبة المشاركة بـ10 في المائة، كاملة، وقد حذف المنشور السابق وعوضه بآخر أشار من خلاله إلى أن النسبة هي 26,46 في المائة، في زيادة سافرة من علم الجاهل.
وإذ انكشفت فضائح نظام عسكري نسج مسرحية لإعادة انتخاب "عبد المجيد تبون"، 78 سنة، فإن النسبة التي جرى التعبير عنها، تظهر أيضا أن الرئيس الجزائري فاقد للشرعية، وبأن نسبة العزوف في الاستحقاقات الرئاسية فاقت نسبة 70 في المائة، بينما حصل تبون على نسبة 58 في المائة فقط من الأصوات المعبر عنها.
لكن ولإماطة اللثام عن حقيقة الكتلة الناخبة الجزائرية، والتي تحدد في 24 مليون جزائري جرت دعوتهم لصناديق التصويت، فإن وإن افترض جدلا أن نسبة المشاركة بلغت 26,46 في المائة، فإن منها نسبة كبيرة من العسكر والذين شكلوا نسبة 90 في المائة، على حد قول "محمد شرفي"، رئيس ما يعرف بـ"السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات".
ونقلت "الجزائر تايمز"، عن "محمد شرفي"، أن أغلب المصوتين في الانتخابات والذين جعلوا "عبد المجيد تبون"، ينبعث من جديد في قصر "المرادية"، هم العسكر والرحل، بينما الشعب الجزائري اختار العزوف، وهو اختيار ينم عن فقدان مرشح العسكر الذي جعل العداء للمغرب محورا لحملته الانتخابية فاقدا للثقة والشرعية.
وأوردت صحيفة "الجزائر تايمز" بأن "الجيش والرحل هم من ينتخبون أما أغلبية الشعب فالانتخابات لا تعنيه في شيء لأنه يدرك بأنها محسومة" لصالح "عبد المجيد تبون" خديم الـ"كابرانات" الذي "كانت عهدته الأولى وبالا على الشعب الذي فقد الأمل في جزائر ديمقراطية ومزدهرة".