*هشام جيراندو.. يقاوم "الاحتضار المعلوماتي" بإعادة تحوير القضايا القديمة.*

الكاتب : شيماء الساعيد

10 سبتمبر 2024 - 01:13
الخط :

 

يبدو أن هشام جيراندو دخل مرحلة "الموت السيبراني"، وهي حتمية معلوماتية طبيعية لكل الطفيليات الافتراضية الناشئة، وذلك بعدما أصبح يدور في روتينية متوالية تقتصر على إعادة تحوير الفيديوهات القديمة و"الحايلة".

كما أن هشام جيراندو أصبح يكثف- بشكل غريب - من منشوراته، كنوع من المقاومة العبثية لهذه الحتمية الطبيعية، حتى أنه سقط في فخ "إنهاك الذات وفضحها" بسبب هذا الإسهال الكبير في النشر الافتراضي.

ففي آخر انتكاسات هشام جيراندو، خرج هذا الأخير يهاجم إمارة دبي بمقال قديم منشور في موقع يديعوت أحرنوت في سنة 2020، أي منذ أكثر من أربع سنوات!

كما أخرج هشام جيراندو، المنتشي بالجنسية الكندية، قضية يوسف بجاج الذي توفي في حادث اصطدام مع شرطي أثناء محاولته الهروب، من أرشيف القضاء بعد مرور أكثر من ثلاث سنوات على حدوثها وحفظها من طرف العدالة !

والمثير أن هذا النصاب الآثم لم يكتف بإعادة تدوير القضايا القديمة، بحثا عن سمعة مفقودة أو ضحايا مفترضين، بل حاول نقل عملياته الابتزازية إلى خارج الحدود، كنوع من الإعارة الاحتيالية، وذلك بعدما انحسر ابتزازه المحلي بفضل محاصرة الشرطة القضائية المغربية لأنشطة سماسرته ووسطائه في النصب.

ولماذا نقول بأن هشام جيراندو دخل مرحلة "الموت السيبراني"، مثله في ذلك مثل من سبقوه، من قبيل ريتشارد عزوز والكوبل الفيلالي ومحمد حاجب وغيرهم ممن يصطنعون بطولات وهمية في المنصات التواصلية.

لأن هشام جيراندو ظهرت عليه فعلا أعراض الاحتضار المعلوماتي، بعدما دخل مرحلة فقدان الثقة في نفسه أو اهتزاز وتراجع منسوب هذه الثقة! خصوصا بعدما توالت فضائحه المالية والأخلاقية. لذلك، نجد هذا النصاب المحتال يجتهد في إثبات عكس ما يروج عنه في وسائط الاتصال، مما جعله يسقط في كثير من التناقضات الصارخة.

فقد خرج مؤخرا يستظهر، بلكنة متدبدة، مقطعا مكتوبا بالإنجليزية، كما تلا على مسامع الناس مداخلة مقتضبة بالفرنسية، ليوهم رواد مواقع التواصل الاجتماعي بأنه يتحدث "بسبع ألسنة" خلافا لما يروجون عنه في المغرب.

كما حرص على دغدغة مشاعر سكان الجنوب الشرقي للمملكة، من خلال محاولة الركوب على تداعيات الخسائر البشرية والمادية التي تسببت فيها الأمطار الرعدية والسيول الطوفانية التي شهدتها المنطقة مؤخرا.

فالملاحظ مؤخرا، أن هشام جيراندو لا ينفك يقفز ويركب على جميع القضايا، بحثا عن ديمومة افتراضية تضمن له مزيدا من الحياة اللامادية في مواقع التواصل الاجتماعي. بل إن الرجل أصبح لا يتوانى في نشر حتى إعلاناته الإشهارية التجارية في صفحته التي زعم أنها منذورة لمكافحة الفساد!

وبمناسبة الحديث عن "الفساد"، فقد ثبت أن هشام جيراندو أول من يتاجر بمن "يتوسمون في نفسهم التبليغ عن الفساد"! فالكثير من الناس، إما رعونة منهم أو بسبب الحقد، يسربون معطيات لهشام جيراندو من أجل نشرها تحت ذريعة مكافحة الفساد والمفسدين!

لكن ما أن يتوصل هشام جيراندو بحوالات مالية من الجهات المستهدفة بتلك الوشايات أو الرسائل الكيدية، حتى يبادر بحذف فيديوهاته التشهيرية ويتنصل للجهات أو الأشخاص الذين يقفون وراء تلك التسريبات! ألا يعتبر هذا اتجارا في تبليغات الفساد؟

ولمن يشكك في ذمة هشام جيراندو، فما عليه سوى التدقيق في أشرطته المحذوفة، سوف يجد حتما بأن سحب تلك التسجيلات كان مقابل الدفع، إما نقدا أو عبر حوالات تنطلق من المغرب نحو كندا عبر وسطاء في تركيا وفي غيرها من البلدان.

آخر الأخبار