بنسعيد يرد على تصريحات بنكيران: السياسة ليست ساحة للنكات والهجمات الشخصية

في رد فعل قوي على التصريحات الأخيرة التي أطلقها عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وجّه المهدي بنسعيد، عضو القيادة الجماعية لحزب الأصالة والمعاصرة، انتقادات لاذعة لما أسماه "الخطاب السياسوي الفارغ"، مشيرًا إلى أنه لا يسهم في حل مشاكل المغاربة ولا يقدم حلولاً واقعية.
تصريحات بنسعيد جاءت خلال لقاء صحفي عقدته قيادة الحزب بمقره في الرباط، حيث عبّر عن أسفه لانتشار هذه الأساليب التي تعتمد على النكات والهجوم الشخصي على بعض الشخصيات السياسية بدلًا من طرح أفكار ومشاريع جادة.
في إشارة واضحة إلى أن الساحة السياسية باتت في كثير من الأحيان مسرحًا لاستقطاب اللايكات وجمع الأصوات بطرق سطحية، أكد بنسعيد أن السياسيين يجب أن يركزوا على تقديم مشاريع سياسية ذات قيمة للمجتمع، بدل البحث عن الشعبية السريعة عبر وسائل غير مجدية.
واعتبر أن هذا النوع من الخطاب ينحدر بالمستوى العام للنقاش السياسي ويحول السياسات إلى مجرد أداة لجذب الانتباه دون تقديم إضافة حقيقية.
وشدد بنسعيد على أن حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يشغل مكانة بارزة في المشهد السياسي المغربي، لم يتم تأسيسه ليكون مجرد رقم سياسي عابر، بل لطرح مشروع سياسي حقيقي يساهم في تطوير البلاد.
وأكد أن الوقت قد حان لرفع مستوى النقاش السياسي إلى آفاق أعلى، تتجاوز التلاسن الشخصي وتصب في مصلحة الوطن والمواطن.
تأتي هذه التصريحات في وقت يشهد فيه المشهد السياسي المغربي توترًا بين الأحزاب، حيث تزداد حدة الانتقادات المتبادلة وتتصاعد وتيرة التنافس على كسب القاعدة الشعبية.
ولكن في خضم هذا الصراع، يبرز تساؤل حول ما إذا كانت هذه الأساليب كفيلة بتحقيق الأهداف السياسية الكبرى، أم أنها مجرد خطوات قصيرة الأمد تسعى إلى تحقيق مكاسب محدودة؟
وكان عبد الإله ابن كيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، قد أطلق مؤخرا، تصريحات نارية ضد حزب الأصالة والمعاصرة، وكذا وزير العدل عبد اللطيف وهبي، متهمًا إياه مجددًا بنشر الفساد والانحلال الأخلاقي.
جاء ذلك خلال اجتماع للأمانة العامة للحزب، حيث وجّه ابن كيران سهامه اللاذعة نحو وهبي، مشددًا على أنه يمثل، في نظره، خطرًا على القيم الأخلاقية للمجتمع المغربي.
ابن كيران الذي لم يتراجع عن وصفه السابق لوهبي بـ"وزير الفساد"، صعّد من لهجته قائلاً: "إذا كان لا يريد هذا الوصف، فسأسميه وزير الفاحشة".
وأوضح أن سياسات وزير العدل، خاصة فيما يتعلق بمسألة "العلاقات الرضائية"، تشجع على "نشر الفاحشة والزنا"، معتبرًا أن هذه المبادرات ستفتح الباب لجعل الفنادق "أوكارًا للدعارة".
تصريحات ابن كيران لم تقف عند هذا الحد، بل اعتبر أن وزير العدل يسعى إلى إشاعة الفاحشة بين المؤمنين، واصفًا هذه الخطوات بأنها "مصيبة" تهدد مستقبل البلاد.