المغرب يستعد للتزود بأيقونة سلاح الجو الفرنسي
هشام رماح
في إقلاع جديد بالعلاقات المغربية الفرنسية، يرتقب أن تتحوَّز القوات المسلحة الملكية المروحيات الفرنسية متعددة المهام من طراز "H225 M CARACAL"، التي تصنعها شركة "AirBus"، الفرنسية، وهي الصفقة التي قد تدرج ضمن عقد من عقود عدة يرتقب توقيعها في حضرة الملك محمد السادس و"إيمانويل ماكرون"، الرئيس الفرنسي، الذي ينوي زيارة المملكة متم العام الجاري.
قناة "BFM TV" الفرنسية، أفادت باستئناف المفاوضات بشأن هذه الصفقة والتي جرى تعليقها منذ 2021، بسبب البرود الدبلوماسي الذي دب بين البلدين، إذ يزمع المغرب الحصول على 12 قطعة من هذه المروحية التي أثبتت قوتها الضاربة وقدرتها على القتال والمناورة في أسوأ الظروف الجوية، وهي تعد أيقونة سلاح الجو الفرنسي، التي استعملها في عدة عمليات بدول "تشاد" و"مالي" و"ليبيا".
وتتزود مروحيات "H225 M CARACAL"، التي تطير بسرعة 285 كلم، بـ38 صاروخ من عيار 38 ملم، كما تتوفر على رشاشين من عيار 20 ملم، فضلا عن ذخائر عدة يتم تسخيرها لتنفيذ عمليات عسكرية نوعية، إذ يمكن تسليحا بصواريخ مضادة للسفن وطوربيدات مضادة للغواصات، كما يمكنها حمل 28 من الكوماندوز، بما يؤهلها لتكون إضافة نوعية وفارقة في سلاح الجو بالقوات المسلحة الملكية.
ويعد استئناف النظر في المفاوضات الرامية لبيع المروحيات العسكرية للمغرب، تجسيدا لتحسن العلاقات المغربية الفرنسية منذ اعتبار فرنسا قضية الصحراء المغربية ضمن مقومات الأمن القومي للمملكة ودعمها الصريح لمقترح الحكم الذاتي لفض النزاع المصطنع حول الصحراء، وهو الموقف الذي أعقب فترة طويلة من البرود الدبلوماسي بين الرباط وباريس.
وبهذه الصفقة يرتقب أن تعود فرنسا، إلى كوكبة المزودين الرئيسيين للقوات المسلحة الملكية بالعتاد والأسلحة، بعدما كانت انسحبت لسنوات بسبب الجفاء الذي عمر بين البلدين، بسبب المواقف الرمادية التي اتخذها قصر الـ"إيليزي"، قبل أن تصفو الأجواء بين البلدين بالرسالة التي توصل بها الملك محمد السادس من الرئيس الفرنسي بمناسبة الاحتفال بالذكرى الـ25 لعيد العرش المجيد.