لن يستطيع "سليمان الريسوني" كشف كذب نفسه عليه
هشام رماح
قد لا تنطلي على المرء أكاذيب الآخرين، لكنه حتما سينخدع لنفسه متى كذبت عليه، مثل "سليمان الريسوني"، الذي يوما وبعد يوم نكتشف أنه يهيم في عالمه الخاص، حيث يرتدي درع "دون كيشوت" ليحارب طواحين الهواء، بكلامه المتفاخر الذي لا يستقيم.
وهو يظن نفسه الفريد الذي لم تجد به بطن، رأينا في أقل من شهر ونصف، على خروجه بعفو ملكي ساميّ بمناسبة ذكرى عيد العرش المجيد، أن "سليمان الريسوني" الذي يتدثر بصفة "الصحفي" تراوده أوهام العظمة تجعله منغمسا في نرجسية، تبعث على الشفقة.
ويبدو أن "جوزيف غوبلز" وزير الدعاية في الحزب النازي، فصل مقولة بالمقاس على أمثال "سليمان الريسوني"، وقد قال "اكذب اكذب حتى يصدقك الآخرون.. لكن اكذب أكثر حتى تصدق نفسك"، فكان أن صدق المعفى عنه نفسه، لحد جعله يظن نفسه يقيم الدنيا ويقعدها، وبأنه محارب ومستهدف لأنه مزعج.
وليس من فرية غير تجاهل "سليمان الريسوني"، فيما يفتريه، في كل خرجة من خرجاته، أن يعترف ويقر بأنه سقط صريع هوى شاب "مثلي" وانبعثت في دواخله شهوانية مذمومة لا تأتيها الحيوانات، حينما راوده عن نفسه، واشتهى مواقعته، فكان أن الضحية ألزمه حده، ولجأ إلى العدالة للاقتصاص منه.
فأين البطولة في أن تكون مشتهيا عاشقا للرجال؟ لا مجال لاستعراض جواب معروف، لكن "سليمان الريسوني" يصر على تحريف السبب والكذب بشأنه، لعله يحصل على "شرف" يفتقده، ويؤهله ليكون "معتقلاً سياسيا" كما تكذب عليه نفسه.
ومن تجليات كذب نفس "سليمان الريسوني" على نفسه، ولإضافة بهارات على افتراءاته، ما يروج له أنه ظل مطلبا لجهات وأصحاب المال حتى ينسجوا معه علاقات وينصبونه على رأس مؤسسات إعلامية، لا لشيء سوى لإسكاته ووضعه في الجيب، في تجل سافر لهداءات العظمة المتغلغلة فيه.
وليزيد في حبكة قصصه المبتدعة، وليرضى "شهوانيته" في الكذب أيضا، يتداعى "سليمان الريسوني" على من يحاورونه، ويستأسد عليهم لحد يجعلهم لا يوقفون معه البيضة في "الطاس" فيمررون مغالطاته، عن قصد مثلما فعل "فرانسيسكو كارين" عن "El Endependiente " وهو أمر قد يكون مبررا بالنظر لبواعث هذه الخرقة المعادية للوطن، لكن هذا المبرر لا ينحاز لمن يحاوره ويخضع له تاركا له المجال ليطلق الحبل على الغارب.
لكن ليس كل مرة تسلم الجرة، فالكذب لا يصدقه غير المغيبين، وهناك من يستطيع أن يجعل الحقيقة تنبلج من عتمة الافتراءات التي أظلم علينا بها "سليمان الريسوني" فقد كشف مثلا "هشام آيت منا" الذي ادعى أنه حاول مده بأكثر من 500 مليون سنتيم وحتى 1 مليار سنتيم، أن المدعي عليه "نكرة" ولم يعرفه البتة.
ولعل ما جعل "سليمان الريسوني" يهرف بكل شيء دون حواجز، هو بعض من لا يضيرهم ما قاله حول وسائل الإعلام الوطنية، وقد أساء لها لا لشيء سوى لأنها لم تساير أهواءه ولم تطبل لنزواته.