لعل من سن "فيزا" الجزائر على المغاربة يجهل التصريح التاريخي للراحل "بوتفليقة"

هشام رماح
الحاسد والجاهل لا ينفع معهما إلا التجاهل.. وهكذا صفتان لصيقتان بالنظام العسكري الجزائري متى تعلق الأمر بالمغرب، لكن وكما أن التجاهل يسعد المملكة فإنه يغيظ الشرذمة المتحكمة في رقاب الجزائريين، والتي لم تجد بدا للتنفيس عما لحقها من أضرار بسبب الصدود سوى فرض تأشيرة على المغاربة.
وكأن بالمغاربة مصطفين في طوابير ينشدون دخول التراب الجزائري، قرر العسكر الذي جُنَّ جنونه، فرض "فيزا"، على المغاربة، ليدبجوا بلاغا، موجها للاستهلاك الداخلي في جارة السوء، عساهم يرتقون بذلك بكارة دبلوماسيتهم التي هتكها المغرب دوما، وفي مختلف بقاع العالم.
وبعيدا عن معترك الدبلوماسية الدولية، وبصرف النظر عن التعبير الصريح عن الإحساس بالغبن، الذي ينم عنه قرار سعى من خلاله النظام الجزائري، لتمجيد ذاته بذاته، وقد طفح كيله من الخيبات التي تلاحقه، وهو يحاول اللحاق بالمغرب، فإن ما جاد به رواد الأنترنيت، من نوادر بعد هذا القرار لَيُلْقي على القفا من الضحك.
وللتندر مع تعليقات من لم يصدمهم قرار مجانين الجزائر، فلا بأس من سوْقِ بعضها كما قال أحد الفايسبوكيين إن "من سن هذا القانون لم يسمع تصريح الرئيس المرحوم بوتفليقة عندما قال لماذا سنفتح الحدود، فالجزائريون هم من يذهبون عندهم وليس العكس".
وإن كان هذا التعليق جاء في سياق "التقشاب"، فهو أبلغ معبر عن واقع حقيقي ينكره الجزائريون، ويسعون لتغييره طوعا وكرها في المواقع، مثل موقع وزارة الخارجية في جارة السوء التي بررت القرار باتهامات يدري الجميع أنها متراس العسكر ليحميه من انتقادات شعب يعلم جيدا أن المغرب والمغاربة لا يعبؤون بهم.
وبالعودة للتندر فإن أحد المعلقين تأسف كثيرا لقرار النظام الجزائري المجنون، وقال إن خيبته كبيرة لأنه كان ينوي السفر إلى السجن الكبير المجاور للمغرب، من أجل التلذذ بحلويات "سكران طايح من الدروج" و"مومو في حجر مُّو"، وهو أمر أصبح عزيزا عليه بعد فرض الـ"فيزا".
أيضا، معلق آخر أفاد متهكما على "فيزا" النظام الكرغولي، محيلا على أن الغاية من ورائها حجب أسرار بلوغ الجزائر مرتبة ثالث أقوى اقتصاد في العالم، عن المغاربة، وأن هذا القرار ينسجم والسعي للاحتفاظ بالخلطة السحرية التي جعلت الجزائر تتبوأ المرتبة التي أعلنها "عبد المجيد تبون"، دون أن يطرف له جفن، للجزائريين وحدهم.
إنها شذرات من تعليقات تفجرت سخرية من نظام جاهل وقبل كل شيء حاسد للمغرب، لكن ليس لنا سوى الدعاء "اللهم كثِّر حسادنا"، ثم التجاهل.. فهو ينفع كثيرا متى كان السفهاء هم من يأمرون في جارة السوء.