الفيضانات تفضح هشاشة القناطر... والبرلمان يطالب بتغيير جذري

الكاتب : انس شريد

28 سبتمبر 2024 - 09:30
الخط :

في الآونة الأخيرة، شهدت مناطق المملكة فيضانات مدمرة تعتبر الأسوأ في السنوات الأخيرة.

ولم تتوقف هذه الكارثة عند الخسائر المادية فقط، بل امتدت لتحصد أرواح العديد من المواطنين وتدمر منازل وقناطر ومسالك طرقية، مما فتح الباب واسعًا أمام تساؤلات متكررة حول هشاشة البنية التحتية وفعالية مشاريع وزارة التجهيز في بناء القناطر والطرق.

لم تكد هذه الفيضانات تهدأ حتى حلّت كارثة مشابهة بإقليم طاطا، حيث عانت الساكنة من نفس السيناريو.

في بضعة أيام، تحولت القرى إلى مسابح من الماء والطين، فيما حصدت الأودية والأنهار أرواح العشرات.

هذا المشهد المأساوي زاد من تعالي الأصوات المطالبة بضرورة التحرك العاجل لبناء بنية تحتية قوية تتماشى مع المعايير الدولية، خصوصًا في المناطق المحاذية للأودية والتي تعد الأكثر عرضة للكوارث الطبيعية.

وفي هذا الصدد، وجهت النائبة البرلمانية إلهام الساقي عن حزب الأصالة والمعاصرة بمجلس النواب، سؤالا كتابيا، لوزير الماء والتجهيز تسائله عن مدة حدود تدخل وزارة في إصلاح القناطر التي دمرتها الفيضانات.

ووقالت النائبة البرلمانية، إنه “نظرا للأحداث الأخيرة المؤسفة التي نتجت عن الفياضات بعدة مناطق ببلادنا. فإننا، نسائلكم، عن الإجراءات التي ستتخذونها لبناء قناطر بمواصفات عالية الجودة، خصوصا بالمناطق المحادية للأودية، ولتجهيز بنية تحتية جيدة تراعي خصوصيات كل منطقة على حدة؟”.

كما أزاحت هذه الكارثة الستار عن التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد في مجال إدارة الموارد المائية والبنية التحتية، ما جعل العديد من الأصوات تعلو للمطالبة بتسريع إنشاء السدود التلية والصغرى كحل عاجل للحد من هذه الأضرار سدود تلية.

وسبق أن وجه إدريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، سؤالاً مكتوباً إلى وزير التجهيز والماء نزار بركة، حول ضرورة تكثيف بناء السدود التلية والصغرى، مؤكداً أن هذه الفيضانات كشفت عجزاً كبيراً في البنية التحتية المائية في هذه المناطق.

وأكد السنتيسي في معرض سؤاله، أن الفيضانات التي عرفتها بعض مناطق المملكة مؤخرا، وضمنها مناطق الجنوب الشرقي، كشفت الحاجة إلى تكثيف بناء السدود التلية، التي لا يخفى دورها في الحفاظ على الثروة المائية وتجميع المياه الموسمية، وتجنب ضياع كميات مهمة من المياه دون الاستفادة منها محليا.

و في هذا الصدد، أوضح رئيس الفريق الحركي، أن حالة الإجهاد المائي والخصاص المهول من المياه التي تعاني منه هذه المناطق، يتطلب برنامجا محينا لتعميم السدود الصغيرة والتلية، وتحديد خارطتها، وإيجاد وسائل التمويل، لاسيما أن الأمر يكتسي الأولوية القصوى، مبرزا أن الخطاب الملكي بمناسبة عيد العرش المجيد لهذه السنة دعا إلى ضرورة التحيين المستمر لآليات السياسة الوطنية للماء، وبالتالي، فإن من شأن إنشاء هذه السدود، إنقاذ الفلاحة وأشجار النخيل وتوفير مياه الشرب والحد من الهجرة.

وأورد السنتيسي، أنه ارتباطا بالخسائر التي عرفتها واحة “تودغى” على إثر فيضانات “وادي أفتيس” بالمدخل الشرقي لمدينة تنغير، نعتبر بأن الضرورة تقتضي إقامة سد تلي على هذا الوادي، وهو المطلب الذي عبرت عنه الساكنة عدة مرات وذلك لتفادي ضياع المياه.

آخر الأخبار