أزمة المعاشات تتصاعد... هل تكون الجولة المقبلة من الحوار الاجتماعي نقطة تحول في ملف التقاعد؟

الكاتب : انس شريد

28 سبتمبر 2024 - 10:30
الخط :

تنتظر تنظيمات نقابية عديدة تمثل المتقاعدين جولة الحوار الاجتماعي المقبلة، بآمال كبيرة في تغيير الواقع الذي يعانون منه منذ ما يقرب من عقدين من الزمن.

ويشعر المتقاعدون بأنهم تعرضوا للتهميش والإقصاء من أي زيادات في الأجور، وخاصة بعد اتفاق 29 أبريل الأخير، الذي لم يتضمن أي زيادة في معاشاتهم، مما جعلهم يشعرون وكأنهم "منسيون" في حسابات الحكومة، رغم سنوات خدمتهم الطويلة.

وعبرت عدد من التنظيمات النقابية، عن استيائها الشديد من تهميش هذه الفئة، حيث تم تحميل الحكومة مسؤولية الظروف المعيشية الصعبة التي يواجهها المتقاعدون.

معتبرين أن تجاهلهم لزيادة المعاشات يعد بمثابة نكران للجميل لكل من ساهم في بناء البلاد ودعم اقتصادها.

الانتقادات لم تتوقف عند الحكومة الحالية فقط، بل شملت جميع الحكومات المتعاقبة، التي تم اتهامها بتبني سياسات تهميشية تجاه المتقاعدين.

مؤكدين هذه السياسات أثرت سلباً على جودة حياتهم، وتركتهم يصارعون من أجل الحصول على حقوقهم المادية.

رغم الاستياء العارم، لم تتلقَ النقابات حتى الآن موعدا محددا من الحكومة لحضور الجولة المقبلة من الحوار الاجتماعي.

لكن، من المتوقع أن يقدم رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، خلال هذا اللقاء المرتقب، رؤيته لإصلاح نظام التقاعد في البلاد.

إذ أكدت الحكومة مراراً أنها تسعى إلى إصلاح شامل لنظام التقاعد، حيث يتم اعتماد مقاربة تشاركية تتضمن إرساء نظام تقاعد مزدوج: قطب عام وآخر خاص.

وتبقى الأنظار متجهة نحو ما سيحمله هذا الحوار من حلول عملية لتحسين وضعية المتقاعدين.

ويتساءل المهتمين بالشأن السياسي: هل ستفي الحكومة بوعودها؟ أم أن هذه الجولة ستنتهي كسابقاتها، دون أن تحقق تغييراً ملموساً في حياة هذه الفئة التي ساهمت في بناء الوطن؟

وفي المقابل، وجهت النائبة البرلمانية خدوج السلاسي باسم الفريق الاشتراكي المعارضة الاتحادية بمجلس النواب، سؤالا كتابيا إلى وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح العلوي، مفاده أن فئة من المواطنين والمواطنات تفانوا في خدمة بلادهم على اختلاف مواقعهم الوظيفية ومراتبهم المهنية، لا يحتجون ولا يتظاهرون ولكنهم يتوقعون، ياملون أن تشملهم الزيادة في معاشاتهم اسوة بباقي المواطنين، وهم المتقاعدون والمتقاعدات.

وأكدت النائبة البرلمانية في معرض سؤالها، أنه بالإضافة إلى الارتفاع الملحوظ في مستوى العيش الذي يشملهم كما يشمل غيرهم، فإن هذه الفئة تعاني من مجموعة المشاكل الإضافية الصحية والنفسية والاجتماعية بعد مسار طويل من الكد والاجتهاد، تستحق ان تلتفتوا إليهم تكريما لمساراتهم واعترافا بمجهودهم المبذول من أجل الوطن وإحقاقا للعدالة والتكافؤ بينهم وبين غيرهم، مبرزة أن الوطن يكبر في عين الشباب عندما يرى هؤلاء حسن تعامل الوطن مع المسنين والمتقاعدين.

وتساءلت خدوج السلاسي، عما تعتزم الحكومة القيام به من مبادرات عاجلة من أجل تحسين الوضع المادي لهذه الفئة من المواطنين والمواطنات وضمان الحد الأدنى من العيش الكريم لهم لما تبقى من عمرهم بعد عمل طويل.

آخر الأخبار