اختفاء أدوية حيوية من الصيدليات المغربية.. أزمة تتفاقم وتحذيرات تتزايد

تفاقمت أزمة نقص الأدوية في المغرب لتتحول إلى تهديد مباشر لصحة وحياة آلاف المرضى، خاصة مرضى السرطان.
ويعاني هؤلاء المرضى من انقطاع أدوية هرمونية أساسية مثل "ليتروزول" و"تاموكسيفين"، التي تعد جزءًا لا يتجزأ من علاجهم اليومي. هذا الانقطاع يضاعف من معاناة المصابين، ويثير القلق في أوساطهم وأوساط عائلاتهم والطواقم الطبية.
الأزمة لا تقتصر فقط على أدوية السرطان، بل تشمل أيضًا أدوية الأمراض المزمنة مثل "ليفوثيروكس"، الذي يعالج قصور الغدة الدرقية، ما يعرض حياة آلاف المرضى للخطر.
وبالنظر إلى أن هذه الأدوية تمثل خط الدفاع الأول لهؤلاء المرضى، فإن غيابها من الصيدليات يشكل كارثة صحية مستمرة.
يومًا بعد يوم، يعيش الأطباء والممرضون داخل المستشفيات معاناة كبيرة بسبب هذا النقص.
ويتزايد عدد المرضى الذين يحتاجون إلى تدخلات طبية عاجلة في ظل غياب الأدوية الحيوية لعلاج الحالات الحرجة، مثل الأدرينالين والهيدروكورتيزون والنورأدرينالين.
وتعتبر هذه الأدوية أساسية في علاج أمراض القلب والشرايين، وضغط الدم، والتعفنات الحادة، ولكن نقصها يضع الطواقم الطبية أمام تحديات غير مسبوقة، حيث يجدون أنفسهم مضطرين للعمل في ظروف حرجة لإنقاذ الأرواح بالموارد القليلة المتاحة.
ورغم التنبيهات المتكررة، فإن اختفاء الأدوية مستمر، حيث تشير التقارير إلى اختفاء حوالي 1375 دواء من رفوف الصيدليات.
هذه الأرقام تعكس حجم المشكلة وتسلط الضوء على الفشل في إدارة هذه الأزمة.
في هذا السياق، تساءل الكثيرون عن دور وزارة الصحة والحماية الاجتماعية في معالجة هذه الكارثة.
ويرى البعض أن السبب يعود إلى سوء التخطيط والإدارة، خاصة في ظل الارتفاع المستمر في عدد المرضى والضغط المتزايد على النظام الصحي.
على الرغم من الوعود المتكررة بتحسين وضعية الأدوية وتوفير العلاجات اللازمة، إلا أن الواقع اليوم يعكس صورة قاتمة تفاقم من حالة المرضى وتزيد من الضغط على الطواقم الطبية.
المشكلة لا تتعلق فقط بالمرضى الذين يعانون من نقص الأدوية، بل تتعلق أيضًا بالمجتمع ككل، حيث يؤدي انقطاع الأدوية إلى زيادة الضغوط النفسية والاقتصادية على العائلات، ويضع النظام الصحي في موقف حرج قد يتطلب تدخلات عاجلة وحلول مستدامة.
هذه الأزمة لم تقتصر على التحذيرات الطبية فقط، بل وصلت إلى قبة البرلمان، حيث طرح عدد من النواب البرلمانيين أسئلة كتابية تتعلق باختفاء الأدوية الحيوية.
في هذا السياق، وجهت النائبة نادية بزندفة، عن فريق الأصالة والمعاصرة، سؤالاً كتابياً إلى وزير الصحة والحماية الاجتماعية “خالد ايت الطالب”، مطالبة بتوضيح الإجراءات العاجلة التي ستتخذها الوزارة لتوفير هذه الأدوية الحيوية في الصيدليات.
وأوضحت النائبة أن انقطاع العلاجين الهرمونيين على مدار العشرة أيام الماضية، أثر بشكل مباشر على المرضى الذين يعتمدون على هذه الأدوية بشكل يومي، مشيرة إلى أن تأخير تناولها قد يشكل خطراً حقيقياً على حياتهم.
وتساءلت بزندفة عن التدابير الفورية التي سيتم اتخاذها لضمان توفر الدواءين الضروريين لعلاج مرضى السرطان في كافة المدن، خاصة أن هذه المشكلة قد أثارت قلقاً واسعاً في صفوف المرضى وعائلاتهم.