حديقة الحيوانات لعين السبع بين الوعود والتأجيل.. لغز ينتظر الحل

في قلب العاصمة الاقتصادية، الدار البيضاء، تعيش ساكنة المدينة وزوارها على أمل تحقيق حلم قديم، حلم افتتاح حديقة عين السبع التي طال انتظارها لأكثر من عقد من الزمن.
هذا المشروع الذي كان من المفترض أن يشكل نقلة نوعية في البنية الترفيهية للمدينة، لا يزال محاطًا بالغموض والتساؤلات، وسط تأجيلات مستمرة ووعود لم تتحقق بعد.
الحديقة التي تحمل في طياتها وعودًا بالتنوع البيئي والمرافق الترفيهية، من المنتظر أن تكون وجهة سياحية محورية، إلا أن تأخر افتتاحها، الذي وقع على مشروعه أمام الملك محمد السادس في عام 2014، أثار جدلًا واسعًا بين السكان والنشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتصاعدت الأسئلة، حول مصير هذا المشروع الكبير، خاصة في ظل تأخره وتزايد التكلفة المالية المرتبطة بإكماله.
ووفقا لما توصلت به "الجريدة 24"، فإنه خلال الدورة المقبلة لجماعة الدار البيضاء في أكتوبر، سيتم دراسة التصويت على ملحق تعديلي يمنح شركة “دريم فيلاج” المسؤولية الكاملة لتدبير الحديقة.
هذه الشركة، التي فازت بالصفقة، طالبت بدعم مالي إضافي يتراوح بين 3 إلى 4 مليارات سنتيم لتغطية التكاليف المرتفعة التي تضاعفت بسبب حاجات الحديقة المستمرة للعناية والصيانة، وهو من المرتقب مناقشته خلال أشغال الدورة المقبلة.
كما أصبح المجلس الجماعي، حسب ما توصلت به "الجريدة 24"، مطالب بتخصيص دعم مالي مستعجل لتسهيل عملية نقل الحيوانات المستوردة من الخارج، التي ستقوم "دريم فيلاج" بالإشراف عليها.
بجانب هذه العقبات المالية، فقد تم في وقت سابق تحديد تسعيرة دخول الزوار للحديقة، وهي 25 درهمًا للصغار و50 درهمًا للكبار، مما أثار موجة من الانتقادات حول مدى قدرة الجمهور على تحمل هذه التكلفة، خاصة مع الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.
تغطي حديقة عين السبع حوالي 13 هكتارًا، مقسمة بين منطقة للحيوانات وأخرى للمرافق الترفيهية، وتشمل ثلاث مناطق جغرافية تمثل قارات إفريقيا وآسيا وأمريكا.
كما توفر تجربة تعليمية وترفيهية فريدة تتضمن تشكيلة متنوعة من الحيوانات، مزرعة تعليمية، مصحة بيطرية، فضاءين للنزهة، مطاعم، ومتجر لبيع الهدايا.
في ظل هذا التأخير، يبقى السؤال الأكبر: هل ستنجح جماعة الدار البيضاء في التغلب على التحديات المالية والإدارية لتحقيق هذا الحلم المنتظر؟ أم أن حديقة عين السبع ستظل لغزًا يثير تساؤلات الكثيرين دون إجابة؟