"المعطي منجب" المؤرخ الذي تحول فجأة إلى "ساحر عليم"

الكاتب : الجريدة24

30 سبتمبر 2024 - 08:00
الخط :

هشام رماح

في كل مرة يتحفنا "المعطي منجب" "مؤرخ" آخر الزمان بالجديد.. فكلما خلع عنه جبَّة ارتدى أخرى.. تارة تجده ينط بين "التاريخ"، كمؤرخ مثلما هو معلوم له، وتارة تجده يتمسح بالسياسة وأخرى تجده يطن طنينا شاذا، كما عنت له نفسه في حوار له مع صحيفة "عربي 21"، الكائن مقرها في لندن.

فماذا ابتدع "المعطي منجب" حتى نستشعر معه الحيرة، مرة أخرى، من كثرة الألبسة التي يرتديها والأقاويل التي يريد بها الإعلان عن نفسه أنه "حاضر" بيننا، وبأنه عارف بما لا يعرفه المغاربة؟

لقد تخلى "المعطي منجب"، عن السباحة في ثنايا التاريخ وما مضى، ليقحم نفسه في عالم الغيب، وليخرج عبر تصريح له إلى الجريدة الإلكترونية اللندنية، بما يشي بأنه قاريء للطالع، وبأنه "ساحر عليم"، وبأنه رأى فيما رأى من المستقبل أن "إطلاق سراح باقي‮ ‬المعتقلين السياسيين سيتم خلال الأشهر القليلة القادمة،‮ ‬وعلى أقصى تقدير خلال الـ12شهرا القادمة،‮ ‬أي‮ ‬قبل الدخول السياسي‮ ‬القادم صيف 2025".

وهكذا ألقى "المعطي منجب"، بتصريح حاول من خلاله الظهور بمظهر المتكهن الجازم، الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وكأن به أخذ عهدا من الدولة المغربية، بأنها ستفعل كذا وكذا، وأن "أجندتها" نالت تأشيرته، لحد جعل يستبيح لنفسه التنبؤ بالقرارات السيادية للمملكة، وبالخطوات التي ستتخذ في المنظور من الأيام التي أطال أمدها لحد عام كامل.

وبين الماضي الذي يلتمس العذر لـ"المعطي منجب"، أن يغوص فيه، آثر هذه المرة الغوص في المستقبل، يروم من وراء ذلك رسم معالم وضع يتمناه أن يكون، وإن تحقق فهو كان سباقا لقوله وإن لم يكن فهو أخفق كعادته، حينما انبرى إلى محاولة الشذوذ عن العادي في هكذا مسائل، تتطلب الترافع والدفاع دون ضرط التكهنات وإطلاق الكلام على عواهنه مثل الطير في السماء.

ولرب قاريء يعلم أن "المعطي منجب"، لا يدري جيدا ما يقول وأن أقاويله ليست غير سلعة بائرة، يعرضها دوما على من يدفع أكثر، من المتربصين بالوطن، وأن لسانه يلهج دوما بالسوء لوطنه، لا يبغي له غير الأسوأ، مراده في ذلك التمسُّح على من انفضوا من حوله، بعدما ظهرت سوءته وانكشف أنه يقوم بعمله البغيض مقابل عمولات أجنبية.

ويبدو أن "المعطي منجب"، لا يخبر فقط التنظير مثلما دأب على ذلك بالاعتماد على اللسان، بل إنه يتقن فن التيئيس وتلوين الأفق باللون الأسود، شأنه في ذلك أي "غريب" يعيش بين ظهراني المغاربة ولا يرتضي لهم حالا ولا يبغي لهم غير الكدر والهم والغم، فهو لا يرى شيئا جيدا تحقق، ولا يرمي البتة لتسمية الأشياء بمسمياتها، حسبه أنه يصرخ في واديه السحيق أن الدنيا سوداء، ولو أنه وحده من يراها كذلك.

لقد سئم المغاربة من هرطقات أشباه المناضلين، ممن قطَّر بهم السقف وممن تتلقفهم الدكاكين الإعلامية التي تتعامل مع المغرب بكل حقد، والذين ينفحونها ما تشاء من تصريحات تخدم مصالحها ومصالح القائمين عليها من الممولين، ولعل "المعطي منجب"، خير مثال على من يظهرون للجميع أنهم ينزعون الشوك من يد الوطن، لكنهم يغرزونه بلا تردد في قلبه.

آخر الأخبار