بين الترميم والهدم.. هل سيغير مشروع المحج الملكي معالم المدينة القديمة في الدار البيضاء؟

الكاتب : انس شريد

01 أكتوبر 2024 - 10:30
الخط :

يعد مشروع المحج الملكي بالدار البيضاء، من المشاريع الطموحة التي تسعى إلى تحويل المدينة القديمة إلى وجهة سياحية عالمية.

ويتضمن المشروع إنشاء العديد من المرافق العامة، بما في ذلك حدائق خضراء وساحات عامة، بالإضافة إلى مبانٍ سكنية مستوحاة من الطراز المغربي التقليدي.

كما يشمل المشروع توسيع معرض الدار البيضاء الدولي، ما يجعله جزءًا أساسيًا من إعادة إحياء المدينة القديمة.

ورغم أن المشروع تعثر لسنوات عديدة، إلا أنه شهد في الآونة الأخيرة دفعًا جديدًا لاستكماله قبل عام 2030.

وتراهن الجهات المنتخبة على تحسين البنية التحتية وتطوير الأسواق التقليدية في المدينة القديمة، مثل سوق باب المراكش.

بالإضافة إلى ذلك، سيتم ترميم المباني التاريخية وإعادة رونقها من خلال صباغتها والحفاظ على طابعها الأصيل.

ويشمل جزء كبير من العمل الجاري حالياً، هدم المباني القديمة في مناطق مثل درب المعيز ودرب السنغال، من أجل إفساح المجال لإقامة المشروع الجديد.

مع ذلك، هناك مطالب متزايدة من السكان بتسوية أوضاعهم وضمان استقرارهم، خاصة أولئك الذين يقطنون المنازل قيد الهدم.

في هذا السياق، وفقا لما توصلت به "الجريدة 24"، فقد أمر والي جهة الدار البيضاء-سطات، محمد امهيدية، المجلس الجماعي بالبحث عن حلول سريعة لتسوية أوضاع السكان المتضررين.

وبدأت الجهات المسؤولة، حسب ما توصلنا به، بالفعل في دراسة الملفات الجاهزة، وتم تسليم بعض القاطنين شيكات بمبلغ 9000 درهم كإعانة للإيجار المؤقت.

غير أن الأصوات تعالت لتسوية أوضاع المتضررين بشكل نهائي، حيث شهدت المدينة القديمة بالدار البيضاء، خلال الآيام الأخيرة، تحركات نشطة من قبل جمعيات تدافع عن حقوق الأسر المتضررة من هدم المنازل.

هذه الجمعيات، حسب ما توصلت به "الجريدة 24"، كثفت لقاءاتها ومراسلاتها مع المجلس الجماعي، في محاولة للضغط من أجل إيجاد حلول سريعة وفعّالة للسكان الذين وجدوا أنفسهم على حافة التشرد.

ورغم تسليمهم مبالغ مخصصة للإيجار المؤقت، فإن هذه المساعدات لا تكفي سوى لتغطية مصاريف الإيجار لمدة لا تتجاوز خمسة أشهر، ما يضع الأسر في مأزق حقيقي، خاصة في ظل محدودية قدرتهم الشرائية التي تحول دون تمكنهم من شراء شقق جديدة أو اللجوء إلى الاقتراض.

من ناحية أخرى، أثار بعض المهتمين تساؤلات حول غياب بعض المرافق المخطط لها، مثل ملاعب القرب التي توقفت عملية تشييدها حالياً بالقرب من مسجد الحسن الثاني والمعرض الدولي.

هذه المرافق لم يتم تضمينها في الخطة الجديدة للمشروع، مما أثار بعض الانتقادات من جانب المجتمع المحلي.

ومع كل هذه التحديات، يبقى مشروع المحج الملكي أحد أكبر الرهانات الحضرية التي تهدف إلى تحويل الدار البيضاء إلى جوهرة سياحية تاريخية، تجمع بين التراث المغربي الأصيل والتحديث العصري.

آخر الأخبار