الرئيس الصوري الجزائري.. الجاهل يفعل بنفسه ما لا يفعل العدو بعدوه

سمير الحيفوفي
الجاهل يفعل بنفسه ما لا يفعله العدو بعدوه، والتضاد الذي سقط في "عبد المجيد تبون"، الرئيس الصوري الجزائري، في خرجته الإعلامية، أمس السبت، يفيد بأن عقول العصافير هي التي تعشعش في رؤوس حكام الجارة الشرقية، المهووسين بالمغرب، والذين لا يلقون بالا لغيره، فيتحدثون عنه أكثر من أمورهم، ليكون أشد المدافعين عنه دون رغبتهم في ذلك، والسبب الأحقاد التي تعمي قلوبهم وأبصارهم.
ومثلما خرج النظام العسكري الجزائري، معلنا فرض التأشيرة على المغاربة لولوج التراب الجزائري، فإن الرئيس الذي وضع العهدة الثانية في الجيب بمناورة عسكرية، خرج في حواره الشائن، ببدعة الترحيب بالمغاربة المقيمين في الجزائر وبنفيه تكون لبلاده نية طردهم من أراضي الجزائر.
وفي تجلٍّ صارخ للشيء ونقيضه، قال "عبد المجيد تبون"، إن "الشعب المغربي شعب شقيق. وطرد المغاربة من الجزائر كلام فارغ"، قبل أن يرحب بالشعب المغربي ويعلن أن المغاربة يعيشون وسط الشعب الجزائري في الجزائر.
وفيما أكد الرئيس الصوري بأنه "لا يمكن أن نطرد أي مغربي من الجزائر وفرض التأشيرة جاء لدواعي أمنية بحتة"، فإن هذا التناقض الذي سقط فيه "عبد المجيد تبون"، كشف بعضا من تفاصيل الخطوة التي قررها النظام العسكري الجزائري.
وفضح الرئيس الجزائر ينفسه بنفسه، وقد علل سن إجراء التأشيرة لدواعٍ أمنية، إذ فيما ترفَّعت المملكة عن الرد على الجزائر بسن إجراء مماثل ونأت بنفسها عن السقوط في الوحل الذي سعى الـ"كابرانات" لجرها إليه، فإن "عبد المجيد تبون"، حاول التخفيف من الأمر، لعله يبعد انتباه الجزائريين عن حقيقة الدافع وراء ذلك.
واتضح أن قرار سن التأشيرة على المغاربة، طمع من ورائه النظام العسكري في رد مغربي مماثل، حتى يمنع الـ"كابرانات" على ضوئه الجزائريين الراغبين في زيارة المغرب خلال نهائيات كأس إفريقيا للأمم، لكن ومتى لم ينجر المغرب لمثل حماقات العسكر، راح الرئيس الصوري يحاول مداراة ذلك بذر رماد الكلام المعسول في العيون.