بناجح غالي وآخرون.."فرسان الديجيتال" الذي يعتاشون من النضال ولا يعيشونه
هشام رماح
ولو جبت العالم طولا وعرضا، لن تجد مثيلا لمدعي النضال الذين يعيشون بين ظهرانينا، إنهم متفردون بخستهم وبارعون في إبداء تنكرهم للوطن الذي يفترشون أرضه ويلتحفون سماءه، تراهم يهبون لنصرة « غزة » و « حزب اللات »، والدولة الصفوية، لكن يتخلفون إلى الوراء إن همَّ الأمر قضايا هذا الوطن.
في المغرب وحده تجد طارئين على ساحة « النضال » ينتصرون لغزة ولا تهمهم تازة في شيء، فلها الله ورجالات هذا البلد الأشاوس، أما مرتدو الأقنعة الذين يريدون بها إيهامنا أنهم ينتصرون للحق، ينقلبون مثل المنافقين على أعقابهم، متى كان واجب الانتصار لحق هذا الوطن، فيلتزمون صمت الأموات، ولا يبدر عنهم ما ينم عن انتمائهم لهذا الوطن، ولا ما يفيد حقا بأن قضاياه تحتل بعضا من أجنداتهم.
في مغربنا الحبيب وحده، ومن دون العالمين، تجد كائنات تعتاش وتقتات من النضال ولا تعيشه البتة، فهم يجتزؤونه، ويسوغون لأنفسهم كل التبريرات ليخرجوا في مسيرات مناصرة لفلسطين ولبنان وإيران، لكنهم لا يرون أنفسهم معنيين بفتح أفواههم عندما، تخوض بلادهم تحديات وتجابه بصدر عار، تكالب خصوم وحدته الترابية، لتمزيقه.
فهل احتشد يوما « فرسان الديجيتال » يوما في شوارع الرباط أو الدار البيضاء أو طنجة وغيرها من مدن المغرب، ليعلنوا تضامنهم مع وطنهم في مواجهة الرزايا الكثيرة التي ألمَّت به؟ الجواب قطعا. لا. فهؤلاء منذورون فقط للزعيق وللهتاف للخارج، والتبجح بادعاء النضال، ينسجون حولهم هالات أنهم مغاربة ويبغون للمغرب الخير، لكنهم ينفضون من حوله كلما تطلب الأمر التفافا حول قضاياه.
لقد مر المغرب من امتحانات كثيرة، ومحطات استوجبت الدفاع عن حقه المشروع، لكن كل « شظايا النضال » العابثين من الذين ظهروا أمس في مسيرة الرباط دعما لفلسطين و »حزب اللات » وإيران، اختفوا غير عابئين بقول الحق مثلما يصورون أنفسهم، ويستأسدون بذلك مرارا عبر منصات التواصل الاجتماعي.
فأين كان الصيدلاني « عزيز غالي » و »حسن بناجح » وكثيرون من أمثالهما، حين استباح انفصاليون معبر « الكركرات »؟ وأين كان هؤلاء حينما قررت الجزائر حصر المغرب في الزاوية وقطعت الغاز في قرار ارتد على حكامها؟، وأين كانوا حينما اتهم المغرب زورا من نظام الـ »كابرانات »، بأنه أضرم النيران في غابات القبايل؟ وأين اختفوا حينما قررت الجزائر التوغل كثيرا في خستها وأعلنت تأسيس حزب « ريفي » تروم من ورائه تشتيت المغرب وقبله تفتيت عضده؟
لقد كان كل هؤلاء، في تحرر صارخ من الدفاع عن الوطن، يتسامرون في جلساتهم، يفتحون أفواههم فيها، لكنهم التزموا صمتا قميئا، يكشف عن معادنهم الرخيصة، ويعلنون أنفسهم ممانعين للوقوف مع المغرب الذي يأكلون فيه الغلة ويسبون الملة، ويستبيحون لأنفسهم أن يسموا أنفسهم مناضلين وهم ليسوا غير وجوه مشوهة، عليها غبرة ترهقها قترة.