بعد سنوات من البلوكاج.. هل تبخر حلم افتتاح حديقة الحيوانات عين السبع؟

في قلب الدار البيضاء، تبدو حديقة الحيوانات عين السبع كقصة طموح معلّقة بين الحلم والواقع، حيث يتساءل السكان والزوار عن موعد تحقيقه.
وبعد سنوات طويلة من الانتظار، كانت التوقعات تشير إلى أن هذه الحديقة ستصبح واحدة من أبرز الوجهات الترفيهية والتعليمية في المدينة، مما يعزز مكانة الدار البيضاء كمدينة تسعى للتطور والابتكار في مجالات الترفيه والتنمية المستدامة.
لكن على أرض الواقع، لا تزال الحديقة قيد البلوكاج، ما يثير تساؤلات عن العقبات التي تحول دون إتمام هذا المشروع الضخم.
وفي هذا الصدد، كشفت رئيسة جماعة الدار البيضاء، نبيلة الرميلي، اليوم الاثنين، خلال أشغال الدورة العادية للمجلس، عن تفاصيل جديدة قد تفسر التأخير المستمر في افتتاح الحديقة.
وأشارت الرميلي إلى أن التكلفة المالية لشراء الحيوانات اللازمة تبلغ نحو 50 مليون درهم، جزء منها سيتم تخصيصه ضمن ميزانية 2025، إلى جانب 18 مليون درهم أخرى لتجهيز الحديقة، مع دعم الشركة التي ستتكلف بتدبير الحديقة.
وأبرزت عمدة الدار البيضاء، أن التأخر في إفتتاح الحديقة ناتج عن مفاوضات تجرى حاليا حول الدراسة المالية لتتفادى الجماعة الوقوع في عجز يصل إلى 20 مليون درهم.
بجانب هذه العقبات المالية، فقد تم في وقت سابق تحديد تسعيرة دخول الزوار للحديقة، وهي 25 درهمًا للصغار و50 درهمًا للكبار، مما أثار موجة من الانتقادات حول مدى قدرة الجمهور على تحمل هذه التكلفة، خاصة مع الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد.
وتغطي حديقة عين السبع حوالي 13 هكتارًا، مقسمة بين منطقة للحيوانات وأخرى للمرافق الترفيهية، وتشمل ثلاث مناطق جغرافية تمثل قارات إفريقيا وآسيا وأمريكا.
كما توفر تجربة تعليمية وترفيهية فريدة تتضمن تشكيلة متنوعة من الحيوانات، مزرعة تعليمية، مصحة بيطرية، فضاءين للنزهة، مطاعم، ومتجر لبيع الهدايا.
في ظل هذا التأخير، يبقى السؤال الأكبر: هل ستنجح جماعة الدار البيضاء في التغلب على التحديات المالية والإدارية لتحقيق هذا الحلم المنتظر؟ أم أن حديقة عين السبع ستظل لغزًا يثير تساؤلات الكثيرين دون إجابة؟