مديرية التحكيم تبرر قرارات مثيرة حول مباراتي الوداد واتحاد طنجة ضد الجيش الملكي

سلطت المديرية الوطنية للتحكيم الضوء على قرارات حاسمة أثارت ضجة في مباريات الجولة الماضية من البطولة الوطنية.
وتناولت المديرية، عبر قناة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، حالات تحكيمية أثرت بشكل كبير على نتائج مباريات حاسمة، أبرزها مباراتا الوداد الرياضي ضد حسنية أكادير واتحاد طنجة ضد الجيش الملكي.
وبدأ الجدل في مباراة الوداد وحسنية أكادير، حين تجاهل الحكم قراراً كان من الممكن أن يغير مجريات اللقاء.
ففي الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، تعرض أحد لاعبي الوداد لتدخل متهور من مدافع حسنية أكادير، ولكن الحكم لم يتخذ أي إجراء في تلك اللحظة.
وأوضحت المديرية، أنه كان من الواجب على الحكم توجيه إنذار للاعب حسنية أكادير ومنح الوداد ضربة حرة مباشرة، وهو ما أثار حفيظة جماهير الوداد، الذين شعروا أن فريقهم قد حُرم من فرصة واضحة.
الجدل لم يتوقف هنا، ففي الدقيقة 86، طالب الوداد بركلة جزاء بعد احتكاك بين مهاجمه ومدافع حسنية أكادير.
ورغم أن غرفة الفار لم تتدخل لاستدعاء الحكم لمراجعة اللقطة، إلا أن المديرية دعمت القرار بعدم احتساب ركلة جزاء، مؤكدة أن الاحتكاك كان عادياً ولم يكن مؤثراً.
أما في مباراة اتحاد طنجة ضد الجيش الملكي، كان هناك موقف آخر أثار الجدل، حيث تدخل مدافع اتحاد طنجة بعنف على لاعب الجيش في الدقيقة 84.
ورغم أن الحكم اكتفى بمنح بطاقة صفراء، إلا أن المديرية أشارت إلى أن التدخل كان يستوجب طرد اللاعب نظراً لتهوره.
أثارت هذه القرارات موجة من الانتقادات بين الأندية والعصبة الاحترافية، خصوصاً مع تصاعد التوترات بين الفرق والجهاز التحكيمي منذ بداية الموسم الجديد.
وسبق، أن أصدرت العصبة الاحترافية لكرة القدم، بيانًا مساء أمس الإثنين، محذرة فيه مدربي ومسؤولي بعض أندية البطولة الوطنية على خلفية تصريحاتهم المثيرة حول التحكيم وغياب الجماهير عن المدرجات.
وقد جاءت هذه التصريحات في وقت حساس، حيث تشهد كرة القدم الوطنية استعدادات مكثفة لاستضافة استحقاقات قارية وعالمية.
ولم تمر تصريحات المدربين والمسؤولي مرور الكرام، حيث أغضبت عبد السلام بلقشور، رئيس العصبة الاحترافية، مما دفعه إلى الخروج عن صمته. وأكد بلقشور أن تلك التصريحات لا تعكس الواقع الحقيقي لكرة القدم الوطنية، كما أنها لا تخدم التطور الإيجابي الذي تشهده الرياضة في المغرب.
لكن هذا البلاغ لم يكن كافيًا لتهدئة الأمور، بل أشعل المزيد من التساؤلات بين الجماهير حول دوافعه الحقيقية.
واعتبره البعض تهديدًا غير مباشر لمدربي البطولة ومسؤولي الأندية بعد تصاعد الانتقادات تجاه أداء الحكام وغياب الجماهير.
إذ إن التحكيم بات نقطة خلاف كبيرة، في ظل الأداء المثير للجدل الذي رافق الموسم الكروي الحالي.
هذا بالإضافة إلى الغياب الملحوظ للجماهير في مباريات الجولات الخمس الأولى، مما أثار قلق المسؤولين وأعاد النقاش حول مشاكل التنظيم والتواصل بين العصبة والأندية.
وبينما تشتعل هذه الأجواء المتوترة، وجد نادي الوداد الرياضي نفسه في قلب العاصفة، فبعد تعادله الأخير مع حسنية أكادير (1-1)، أطلق هشام آيت منا، رئيس الفريق، تصريحات نارية ينتقد فيها مستوى التحكيم.
وتحدث علانية عن خيبة أمله الكبيرة من قرارات الحكام، معبرًا عن استياء عام في أوساط النادي.
لم يكن هذا الغضب مقتصرًا على الإدارة واللاعبين فقط، بل انتقل إلى جماهير الوداد التي عبّرت عن إحباطها عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وطالبت الجماهير الودادية، بضرورة اتخاذ خطوات جذرية لإنهاء المهزلة التحكيمية.