بين الإهمال والتخريب.. البرلمان يدق ناقوس الخطر بشأن التشوير الطرقي

في ظل ارتفاع عدد حوادث السير وتزايد الخطر على السائقين والمارة، تشكل أزمة غياب علامات التشوير في مجموعة من المدارات الطرقية، سواء داخل المدن أو في المناطق الريفية، تحدياً كبيراً يعرض حياة الناس للخطر.
فعلى الرغم من الجهود المبذولة لتحسين البنية التحتية وتكثيف إشارات المرور، لا تزال العديد من المحاور الطرقية تعاني من نقص حاد في علامات التشوير أو وجود إشارات قديمة ومتهالكة يصعب قراءتها.
هذا النقص يساهم بشكل مباشر في ارتفاع معدلات حوادث السير، حيث يفقد السائقون القدرة على معرفة اتجاهاتهم بدقة، مما يضاعف احتمالات وقوع الحوادث.
بالإضافة إلى غياب بعض العلامات، نجد أن العديد من الإشارات الموجودة، خصوصاً تلك المبنية من الإسمنت والمخصصة لتحديد المسافات الكيلومترية، قد أصبحت غير قابلة للقراءة بسبب العوامل الطبيعية أو التخريب العمدي.
فالطبيعة القاسية والعوامل الجوية مثل الأمطار والرياح قد تؤدي إلى تآكل هذه الإشارات وتشويهها، بينما يأتي البعض ليضيفوا إلى هذه المشاكل بإلحاق الأذى المتعمد باللوحات، سواء عبر الكتابة عليها بالصباغة أو خدشها أو حتى اقتلاعها بالكامل.
هذا التخريب يؤثر بشكل كبير على سلامة مستخدمي الطرق، حيث تصبح الإشارات إما مشوهة أو غير مقروءة تماماً، مما يربك السائقين ويزيد من خطورة القيادة على هذه المحاور.
ويشير مراقبون إلى أن بعض الأفراد يقومون بتحريف مضمون الإشارات أو تغيير معالمها بهدف إخفاء محتواها، وهو ما يجعل من المستحيل على السائقين أو المارة معرفة الاتجاهات أو المسافات بشكل صحيح.في هذا السياق، تعالت أصوات المعارضة البرلمانية للمطالبة بإيجاد حلول سريعة وفعالة لهذه المشكلة.
وكانت زينب أمهروق، النائبة البرلمانية عن حزب الحركة الشعبية، من أبرز من أثاروا هذا الموضوع، حيث وجهت سؤالاً كتابياً إلى وزارة التجهيز والماء، متسائلة عن الجهود التي تعتزم الوزارة القيام بها من أجل تعزيز التشوير الطرقي وتجديد العلامات الموجودة.
وأكدت أمهروق في معرض سؤالها على ضرورة أن تكون العلامات المستقبلية واضحة ومكتوبة باللغتين الرسميتين (العربية والأمازيغية) إلى جانب اللغة اللاتينية، لضمان فهمها من قبل كافة فئات المجتمع، بما في ذلك الأجانب والسياح.
هذا التحدي يسلط الضوء على أهمية التشوير الطرقي كأداة حيوية لضمان سلامة الجميع على الطرق، ويعكس الحاجة الملحة إلى خطة وطنية شاملة لإصلاح وصيانة الإشارات الطرقية.