جماعة الدار البيضاء تستعد لترميم محطة "أولاد زيان".. ما مصير العاملين والمسافرين؟

الكاتب : انس شريد

17 أكتوبر 2024 - 10:30
الخط :

في وسط العاصمة الاقتصادية للمغرب، تعيش محطة "أولاد زيان" أيامًا من الجدل الواسع والتحولات المثيرة للقلق، حيث أصبحت رمزًا للفوضى والإهمال الإداري الذي تجاوز كل التوقعات.

هذه المحطة التي تعد من بين أكبر المحطات في البلاد، تحولت إلى بؤرة للتسيب والعشوائية، مما خلق معضلة حقيقية للمسافرين الذين يعانون من سوء التنظيم وغياب الأمان.

منذ سنوات طويلة، شهدت المحطة تدهورًا واضحًا في مستوى الخدمات والبنية التحتية، حيث لم تعد تستجيب لمتطلبات المسافرين أو حاجاتهم اليومية.

وزادت من حدة المشاكل ظاهرة بيع المأكولات غير المرخصة، التي تشكل تهديدًا صحيًا للمسافرين، إلى جانب انتشار ظواهر السرقة والعنف، مما جعلها مكانًا غير آمن للكثيرين.

ومما زاد الوضع تعقيدًا، تحول المحطة إلى مأوى للعديد من المهاجرين الأفارقة الذين يعيشون في ظروف غير إنسانية على أرصفة المحطة، ما أدى إلى نزاعات يومية بينهم وبين المسافرين.

الفوضى لم تقتصر على الجوانب الأمنية فقط، بل امتدت إلى تراكم الأزبال والنفايات في كل زاوية، نتيجة غياب أي تخطيط أو تنظيم فعّال من السلطات المعنية.

كل هذه العوامل حولت "أولاد زيان" من محطة حيوية إلى منطقة تعاني من شتى أنواع الإهمال، مما دفع العديد من المواطنين والناشطين إلى المطالبة بتدخل حكومي عاجل لإصلاح الأوضاع.

في ظل هذا الضغط الشعبي، أعلنت نبيلة الرميلي، رئيسة جماعة الدار البيضاء، عن خطة ترميم شاملة للمحطة.

خلال جلسة المجلس الأخيرة، أوضحت الرميلي أن الأشغال ستبدأ قريبًا، ومن المتوقع أن تستغرق حوالي ستة أشهر، بهدف تحسين الأمان والتنظيم داخل المحطة.

ووفقًا لخطة الجماعة، سيتم إنشاء محطتين جديدتين في شمال وجنوب المدينة، بهدف تخفيف الضغط الهائل الذي تعاني منه "أولاد زيان" وتقديم خدمات نقل متطورة تواكب النمو الديموغرافي السريع في الدار البيضاء.

ومع ذلك، فإن هذه الخطوة لم تلقَ ترحيبًا كاملاً من المهنيين العاملين داخل المحطة، الذين يخشون أن تؤدي أعمال الترميم إلى تعطيل أنشطتهم اليومية وتوقف مصادر رزقهم.

وأشارت مصادر مهنية للجريدة 24 إلى أن غياب بدائل مؤقتة لركن الحافلات واستمرار التشغيل أثناء فترة الإصلاح قد يؤدي إلى تكرار السيناريو الذي حدث أثناء جائحة كورونا، حين أُغلقت المحطة تمامًا، مما تسبب في خسائر كبيرة للمشغلين.

وأفادت المصادر ذاتها بأن الجهات المسؤولة لم تبادر حتى الآن بفتح باب الحوار، ولم تصدر أي مراسلات رسمية بشأن هذه الخطوة المنتظرة.

فيما يتفق الجميع على ضرورة إصلاح محطة "أولاد زيان" وإعادة تأهيلها بشكل شامل، إلا أن القلق يزداد حول تأثير تلك الإجراءات على العاملين والمسافرين على حد سواء.

آخر الأخبار