" آفة الأخبار رواتها"..سقطة "رويترز" في مزاعم تقسيم الصحراء

" آفة الأخبار رواتها" هذا ما ينطبق على وكالة رويترز للأنباء التي نقلت عن المبعوث الأممي حول قضية الصحراء كلاما مبتورا عن سياقه خلال جلسة الإحاطة التي قدمها أول أمس الأربعاء أمام أعضاء مجلس الأمن.
وزعمت الوكالة ان دي ميستورا عرض مشروعا لتقسيم المنطقة المتنازع عليها بين المغرب والبوليساريو.
الغريب ان نفس الفكرة ستعود لنقلها وكالة الأنباء الفرنسية صباح اليوم الجمعة. عن طريق تقنية القطع واللصق " كوبي كولي" دون ان يكلف محرر قصاصتها أي جهد لإعادة قراءة نص الإحاطة التي قدمها المبعوث الشخصي أمام أعضاء مجلس الأمن.
المبعوث الاممي قال انه أعاد النظر بشكل حذر "في مفهوم تقسيم الإقليم، والذي سبق أن ذكره سلفه، جيمس بيكر" منذ اكثر من 20 سنة وتم رفضه من قبل الجانبين، وكان سبب ابتعاد هذا الوسيط عن الملف.
وبعد استرساله في الشرح خلص إلى أن هذا المقترح غير قابل للتطبيق.
وبالتالي أين مقترح التقسيم الذي تحدث عنه محررا الوكالتين المذكورتين؟
وبخلاف ذلك فان ديموستورا توقف كثيرا عند الوثيقة التي تقدم بها المغرب منذ سنة 2007 والمتعلقة بمقترح الحكم الذاتي التي باتت تلقى ترحيبا كبيرا من لدن عدد من الدول الكبرى وآخرها موقف فرنسا الصريح الذي اعترف بمغربية الصحراء.
يقول ديمستورا في هذا الصدد "نحن جميعًا على دراية بالإطار العام لمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب في عام 2007. وقد ذكرها هذا المجلس بالتزامن مع الإشارة إلى "الجهود الجادة والموثوقة التي يبذلها المغرب"،
والحقيقة أن الحكم الذاتي المتقدم والموسع يمكن أن يكون نموذجاً ناجحاً تجسدت في العديد من المواقف في مختلف أنحاء العالم: حالات اسكتلندا، وجرينلاند، وترينتينو ألتو أديجي والعديد من الحالات الأخرى، تتبادر إلى الذهن".
ادن كيف يستقيم مقترح التقسيم مع ما خلص اليه المبعوث الاممي بكون "مفهوم الحكم الذاتي قد اجتذب الاهتمام، ويبدو أن الخطة المغربية المكونة من ثلاث صفحات تكتسب زخماً ثنائياً".
معبرا عن اعتقاده ان "هذا يخلق توقعاً، لفهم أفضل ما تنطوي عليه هذه الخطة. وحقاً للأشخاص المعنيين في فهم أفضل لما يتم اقتراحه".
وبخلاف ما ذهبت اليه الوكالتين المذكورتين فان دي موسترا كشف في نفس الإحاطة عن ما دار بينه وبين وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة الذي شدد
مرة أخرى على أن مبادرة الحكم الذاتي لعام 2007 تظل "الهدف النهائي، وليس نقطة البداية للعملية".
ثم كيف يستقيم مقترح التقسيم المزعوم مع ما أكده المبعوث الأممي في ذات اللقاء بكون مقترح الحكم الذاتي ينبغي أن يكون موضوع مفاوضات بمشاركة جبهة البوليساريو والجزائر وموريتانيا بالإضافة إلى المغرب.
وأخيرا لماذا تجنب محررا قصاصتي رويترز" و"ا. ف. ب" ان المبعوث الاممي طلب من بوريطة "أكدت له باحترام ولكن بحزم أن الوقت قد حان لكي يشرح المغرب ويتوسع في اقتراحه للحكم الذاتي لعام 2007".