الوردي: تصريحات ديمستورا خارج السرب.. وقرار اللجنة الرابعة يفند مزاعم الجزائر ويعزز مكانة المغرب

في خطوة مهمة تمثل دعماً جديداً للموقف المغربي، اعتمدت اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً دون تصويت يجدد دعمها للعملية السياسية الجارية تحت إشراف الأمم المتحدة من أجل تسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
هذا القرار يأتي ليؤكد على استمرار المجتمع الدولي في تبني رؤية واقعية وسياسية لتسوية هذا النزاع المعقد.
ووصف العباس الوردي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس السويسي في الرباط، في حديثه للجريدة 24، هذا القرار بأنه ضربة قوية للمزاعم التي تسوقها الجزائر وأذرعها في هذا النزاع، مشدداً على أن القرار يثبت بالملموس أدوار المغرب الطلائعية في هذه القضية الوطنية.
وأشار الوردي إلى أن القضية ليست مجرد نزاع إقليمي، بل هي مسألة سيادة وطنية لا تقبل التجزئة.
فالسيادة، كما أكد، إما أن تكون كاملة أو لا تكون، وهو ما يضع قضية الصحراء المغربية في قلب المشروع الوطني المغربي.
من أبرز ما تناولته مداخلة الوردي هو الاعتراف الدولي بالحل السياسي الذي اقترحه المغرب عام 2007، وهو الحل الذي يتمثل في الحكم الذاتي كإطار للتسوية.
القرارات الدولية، حسب المتحدث ذاته، مثل تلك الصادرة عن مجلس الأمن تحت الأرقام 2548 و2602، تثبت جدية هذا الحل وواقعيته.
وقد أضاف الوردي أن هذا الحل يقوض محاولات الكيان الوهمي ومؤيديه في الجزائر للترويج لروايات مغلوطة عن النزاع.
كما أن القرار الأخير للجنة الرابعة، حسب ذات المتحدث، يعزز مطالب الأمم المتحدة بإجراء إحصاء لسكان مخيمات تندوف، وهي خطوة تُظهر أن المجتمع الدولي يزداد تشكيكاً في الأوضاع الحقوقية المزرية التي يعيشها سكان هذه المخيمات.
الوردي لفت النظر أيضاً إلى أن المطالبة بإحصاء سكان المخيمات لها دلالة قوية، حيث ترى الأمم المتحدة أن حقوق هؤلاء السكان تنتهك بشكل صارخ في ظل سيطرة مليشيات "البوليساريو" المدعومة من الجزائر.
هذه المخيمات باتت تمثل، بحسب الوردي، بؤرة قاتمة تنتهك فيها الحقوق الجماعية والفردية، وهو ما يثير امتعاض المنظومة الدولية.
وفيما يتعلق بالمبعوث الأممي ستافان ديمستورا، انتقد الوردي ما وصفه بالتصريحات غير الدقيقة التي أدلى بها ديمستورا في إحاطته الأخيرة، والتي تحدث فيها عن فكرة التقسيم.
وأكد أن هذه الفكرة تفتقر إلى أي أساس واقعي أو تاريخي، مشيراً إلى أن الشعب المغربي في كل أنحاء المملكة، من طنجة إلى الكويرة، يتشبث بوحدة البلاد وسيادتها.
وشدد الوردي على أن تصريحات ديمستورا تعكس فهماً مغلوطاً لتاريخ المنطقة ورباط البيعة الذي يجمع سكان الصحراء المغربية بالعرش العلوي.
وتابع الوردي أن ديمستورا، الذي قام بمحاولات مماثلة في نزاعات أخرى على المستوى الدولي، أخطأ التقدير هذه المرة.
كما أن توقيت تصريحاته، حسب المتحدث ذاته، يثير الشكوك، خاصة في ظل التزايد المستمر في الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء، دول مثل الولايات المتحدة الأمريكية، إسبانيا، فرنسا، وألمانيا أعلنت بوضوح تأييدها لموقف المغرب، مما يؤكد عزلة الأطراف الأخرى التي تحاول فرض أجندات سياسية خارج الواقع.
في النهاية، أكد الوردي أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو تثبيت سيادته على كامل ترابه الوطني، وأن الحكم الذاتي هو الحل الواقعي الذي ينال دعماً دولياً متزايداً.