ميزانية المراحيض العمومية تثير الجدل.. وعمدة الدار البيضاء تكشف الأرقام الحقيقية

في ظل الأزمة المستمرة التي تعاني منها مدينة الدار البيضاء بسبب نقص المراحيض العمومية، والتي باتت مصدر إزعاج دائم للسكان والزوار، قرر المجلس الجماعي أخيرًا اتخاذ خطوة جادة لمعالجة هذه المشكلة المزمنة.
بعد سنوات من الانتظار، تم الإعلان عن مشروع طموح يهدف إلى إنشاء 60 مرحاضًا عموميًا موزعة عبر مراحل في مختلف مناطق العاصمة الاقتصادية.
فيما أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي موجة من الجدل بعد تداول أرقام "فلكية" حول ميزانية المراحيض العمومية في الدار البيضاء، مما أثار استياء الكثيرين الذين اعتبروا الأمر تبذيرًا صارخًا للمال العام.
وفي المقابل، أكدت نبيلة الرميلي، رئيسة المجلس الجماعي للدار البيضاء، أن تجهيز المراحيض العمومية سيبدأ قريبًا في مختلف مقاطعات المدينة، مضيفة أن هذه المرافق ستكون من الجيل الجديد، بما يضمن تحقيق معايير النظافة والأمان المطلوبة.
في فيديو توضيحي نشرته عبر صفحتها الرسمية، أوضحت الرميلي أن المشروع لا يقتصر على مجرد تثبيت وحدات المراحيض، بل تم التفكير مليًا في تصميمها لضمان عمر طويل للمعدات وسهولة صيانتها.
هذه الخطوة جاءت بعد دراسة مستفيضة لضمان تلبية احتياجات المواطنين بشكل مستدام.
وفيما يتعلق بالميزانية المخصصة للمشروع، أشارت الرميلي إلى أن التكلفة الإجمالية لإنشاء هذه المراحيض العمومية بلغت 11.5 مليون درهم، مشددة على أن الأرقام التي تم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي حول تكلفة المشروع مبالغ فيها بشكل كبير.
كما أكدت أن استخدام هذه المرافق سيكون مجانيًا تمامًا للمواطنين، نافية الشائعات التي تحدثت عن فرض رسوم رمزية لاستخدام المراحيض العمومية.
المسؤولة الأولى عن تدبير هذا المشروع، أوضحت أن شركة "كازا بيئة" ستتولى إدارة هذه المرافق، وهي شركة معروفة بتدبير البنية التحتية الحضرية في الدار البيضاء.
ومن المتوقع أن يتم تجهيز المراحيض بأحدث وسائل النظافة وأجهزة أمان لمنع التخريب وضمان استدامة هذه المرافق. ستشمل المرحلة الأولى من المشروع إنشاء 30 مرحاضًا في مواقع استراتيجية بالمدينة، على أن يتم استكمال باقي الوحدات في مراحل لاحقة.
هذا المشروع يأتي في وقت تشهد فيه الدار البيضاء تزايدًا في أعداد السكان والزوار، مما يجعل الحاجة إلى مرافق صحية عامة أمرًا ملحًا.
من المتوقع أن يخفف المشروع من الضغط على المقاهي والمطاعم التي غالبًا ما تجد نفسها تحت ضغط هائل بسبب عدم توفر مراحيض عمومية كافية في المدينة.