هكذا تحالف نحل "البيجيدي" وذباب "التجمع" لطمس "تقواس" الوزير العلمي

هشام رماح
هل ضرب المغاربة صفحا عن الزلة الكبيرة التي اقترفها رشيد الطالبي العلمي، وزير الشباب والرياضة، حينما ركن بكل سطحية ممكنة إلى "التقواس" لتبرير فشل المنتخب المغربي في حمل آمال المواطنين نحو الأدوار المتقدمة في كأس إفريقيا للأمم المقامة حاليا في مصر؟ أم أن حوائط صد إلكترونية هي ما يحول دون تفجر النقاش حول التصريحات اللا مسؤولة للوزير التجمعي، على غرار ما حدث لـ"حملة المقاطعة" الشهيرة؟.
وخلافا لما عهدناه سابقا.. اختفت أسراب "النحل الإلكتروني" الموالي لحزب العدالة والتنمية و"الذباب الإلكتروني" الموالي لحزب التجمع الوطني للأحرار..، وقد خفت "طنين" الـ"بيجيديين" الذين طالما كانوا يتصيدون أخطاء رشيد الطالبي العلمي، خاصة وأنه اتهم ذات مرة أمام شباب تجمعيين، في 22 شهر شتنبر 2018، حلفاء حزبه في الحكومة بتخريب البلاد عبر تبني نظام رجب طيب أردوغان نموذجا، وكان أن أعلنوا عليه حرب شعواء رضخ لها التجمعيون صاغرين.
ويبدو أن تصريح رشيد الطالبي العلمي، المسؤول الأول في البلاد عن الشأن الرياضي، "حظي" بمرور الكرام، لأن "صلحا" انعقد في الكواليس محركي "النحل الإلكتروني" و"الذباب الأزرق" على حد السواء يقضي بستر "عورات" بعضهم البعض من أجل أن تكمل سفينة الحكومة رحلتها نحو وجهة تخالف ما يرتضيه المغاربة.
تحالف "النحل" و"الذباب" تجاوز الاتفاق على المغاربة وتحويل دفة الجدل الذي احتدم بسبب تصريحات وزير أثبت بما لا يدع مجالا للشك أنه مؤمن بالخرافات ويفتقر لشجاعة سياسية تجعله يفصل بكل تجرد ووطنية أسباب فشل أسود الأطلس في التظاهرة الرياضية التي تدور على أرض الكنانة، بل إن هذا التحالف تجاوز ذلك إلى إقبار كل المحاولات التي تروم إثارة النقاش من جديد.
وإن كانت غلطة الشاطر بألف فإن غلطة رشيد الطالبي العلمي لم يلق لها المغاربة بالا، رغم أنها أشد فداحة مما اقترفه محمد بوسعيد حينما وصف المغاربة بـ"المداويخ" إبان حملة المقاطعة و"شرفات أفيلال" التي وصفت تعويضات البرلمانيين بـ"جوج فرنك". لماذا أكثر فداحة؟ لأن المنظومة الكروية استنزفت من جيوب المغاربة وأموال دافعي الضرائب 400 مليار درهما والنتيجة صفر والسبب هو "التقواس" على حد زعم الوزير التجمعي الحداثي!!
وكان عزيز أخنوش، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار هو من فطن إلى القوة الكامنة في تسخير "ذباب إلكتروني" لخدمته بعدما شكلت محروقات "إفريقيا" المملوكة له ضلعا أساسيا في الحملة التي استهدفت أيضا شركة "دانون سنطرال" والماء المعدني "سيدي علي"، وقد استطاع، بكل "الأموال" المتاحة، مراودة العارفين بخبايا الـ"نت" لصد كل ما من شأنه النيل منه وممن يدورون في فلكه وإبراز ما يخدم مصلحته ومن معه حتى ولو لم يستحق ذلك.
لكن وإن صدق الأمر على هؤلاء العارفين بخبايا الشبكة العنكبوتية فإن السؤال الذي يتغلغل في نفوس المتتبعين هو إن غابت أسراب "النحل الإلكتروني" للعدالة والتنمية، ورشيد الطالبي العلمي يحيل فشل المنتخب المغربي إلى الـ"تقواس"، فهل ستظهر مرة أخرى، إن انفرط الود والاتفاق السري المبرم بين الـ"بيجديين" و"التجمعيين" ضدا على المغاربة؟ إن الإحماءات للاستحقاقات التشريعية المقبلة قد بدأت.. وحينها "ستفرع" هذه الأسراب رؤوس المغاربة بـ"تسويق" إخفاقات أصدقاء اليوم وأعداء الغد.. لكن حينها لن يفيد ذلك في شيء.