الأمين العام الأممي يدين الجزائر باستدامة النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية

سمير الحيفوفي
وضع "أنطونيو غوتيريش"، الأمين العام للأمم المتحدة، الأصبع على الداء الذي يعرقل إيجاد حل للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، والذي هو النظام الجزائري، الذي يدعي أنه "طرف غير معني"، لكنه يعمل لاستدامته وتواصل النزاع بشأن قضية محسومة لدى القوى العظمى.
الأمين الأممي وفي تقريره السنوي المرفوع إلى مجلس الأمن حول الصحراء المغربية، أفاد بأن الجزائر تتحرى مواقف متناقضة، فهي تدفع بعدم تورطها في ملف الصحراء المغربية، بينما تفيد الوقائع بغير ذلك، مثلما تبدى حينما أعلنت وزارة الخارجية الجزائرية عن سحب سفيرها من باريس، بعدما اعترفت فرنسا بمغربية الصحراء.
ووفق المسؤول الأممي، فإن الجزائر بادرت إلى قطع علاقتها الدبلوماسية مع فرنسا، بسبب الموقف الذي أعلنته باريس، والذي اعتبرت من خلاله أن القضية محسومة لفائدة المغرب، وبأن قضية الصحراء المغربية تدخل ضمن قضايا الأامن القومي للمملكة.
ولفت "أنطونيو غوتيريش" الانتباه إلى البلاغ الذي أصدرته وزارة الخارجية الجزائرية في 25 يوليوز 2024، بعدما أحيطت علما، وبشكل مسبق، بالخطوة الفرنسية التي أعلنها "إيمانويل ماكرون"، الرئيس الفرنسي، بعد أيام من ذلك، والذي عبرت فيه عن موقف يفيد بتورطها الأكيد في النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية ودفعها إلى استدامته.
وأفاد الأمين العام الأممي، بأن الجزائر مدعوة للانخراط بحسن نية وبروح منفتحة في العملية السياسية تحت رعاية مبعوثه الشخصي، بهدف التوصل إلى حل سياسي واقعي وعملي ودائم وتوافقي، انسجاما وقرارات الأمم المتحدة.
كذلك، وفي تقريره دعا "أنطونيو غوتيريش"، النظام الجزائري، إلى التركيز على المصالح المشتركة، والإحجام عن تأجيج الوضع، عبر الخطابات التهييجية واتخاذ إجراءات أحادية تنحو جهة استمرار النزاع المصطنع حول الصحراء المغربية.
وفضح الأمين العام الأممي، تناقضات الجزائر التي تسعى جاهدة للاختباء خلف صفة "مراقب"، رغم أنها متورطة حتى الأذنين في تسليح "بوليساريو" وتمويلها طمعا في بلوغ المحيط الأطلسي على ظهور الانفصاليين.
وبدا "أنطونيو غوتيريش"، أكثر واقعية وموضوعية، وهو يدعو الجزائر إلى تحري موقف واضح وجلي من النزاع الذي دام لعقود طويلة، داعيا حكامها إلى تبني خيار من اثنين، إما اعتماد مقاربة بناءة وسلمية ومحترمة لمبدأ حسن الجوار والتسوية السلمية للنزاعات، أو الغرق في التصرفات العدوانية التي تؤتيها ضد المملكة المغربية، علانية وخفية.