"مياومو" النضال و"قلة ما يدار"

الكاتب : الجريدة24

30 أكتوبر 2024 - 11:26
الخط :

عندما يبحث مياومو "مُوقف" النضال عن التنغيص على الوطن كرمى لعيون خصومه

هشام رماح

إنهم يعيشون معنا لكنهم ليسوا منا، هؤلاء المرضى الذين أثقلتهم "قلة ما يدار"، لدرجة تجعلهم يهبون للوقفات الاحتجاجية والتنديدية دعما لفلسطين ولا يلقون بالا للوطن، كما هو الشأن حينما دعت ما تعرف بـ"الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع"، إلى وقفة أمام القنصلية الفرنسية بالدار البيضاء، ضدا على الموقف الذي عبر عنه "إيمانويل ماكرون"، الرئيس الفرنسي، من الصراع الدائر في الشرق الأوسط.

وعلى مدى فترة قاربت الساعة، تحدث فيها الرئيس الفرنسي إلى برلمانيي الأمة، أمس الثلاثاء 29 أكتوبر 2024، ورسم خلالها معالم خارطة الطريق الجديدة للعلاقات المغربية الفرنسية القائمة على الاحترام المتبادل والتعاون البيني بمنظور يحترم سيادة المملكة والجمهورية، انقض فتات السوقة والغوغاء على جزء عبر فيه الرئيس الفرنسي عن سياسة دولته الخارجية، يرمون للتنغيص على المغاربة ودس السموم بينهم وفرنسا باللعب مجددا بورقة فلسطين.

ولم يلتفت هؤلاء الذين ليسوا من المغاربة في شيء، ولا يضعون مصالح الوطن فوق أي اعتبار، إلى ما حققه المغرب من مكاسب، جعلت "إيمانويل ماكرون"، وفرنسا يعترفان بمغربية الصحراء في منعطف تاريخي، ليبحثوا جاهدين عما يوغر بين البلدين، ملتحفين الحب لفلسطين وخالعين عنهم حب الوطن، بعدما بدا لهم أن الزيارة تكللت بنجاح أضرت بهم كثيرا فقرروا تدنيسها بحق يراد به باطل.

وإذ يحق لـ"إيمانويل ماكرون"، أن يعبر عن موقف بلاده مثلما يشاء، فإن 30 ثانية أدان فيها ما حدث يوم السابع من أكتوبر 2023، حينما كسرت "حماس" سكون الشرق الأوسط وقررت الزج بالمدنيين في غزة إلى حرب أعلنتها ضدهم إسرائيل بلا هوادة، فإنه دعا أيضا إلى وقف الحرب على غزة وترسيم حل الدولتين، وهو موقف تعبر عنه فرنسا والعديد من الدول، لكن للدهماء رأي آخر بالنظر لمنظورهم المستورد.

وكما يبدو فقد ساء سوقة المارقين أن يروا الرئيس الفرنسي، قد طوى صفحة من ماض فرنسي رمادي بشأن الصحراء المغربية، وانتصر للحقيقة الساطعة والتي يرونها باهتة بنظارات الحقد التي يضعونها، فقرروا التشويش على زيارته إلى المملكة كرمى للنظام العسكري الجزائري، الذي نذكرهم بأنهم لم ينظموا ولو وقفة تنديدية بما ظل يقترفه في حق الوحدة الترابية للمملكة الشريفة، ولم ينبسوا ببنت شفة دعما للمغرب في مواجهة جهالته.

وكما دعا تجار النضال الذين يدلّسون على الناس المُغيَّبة بالشعارات المنمقة إلى التجمهر أمام القنصلية الفرنسية بالعاصمة الاقتصادية للمملكة، فإنهم يعلنون أنفسهم سعاة للفرقة بين المغاربة، والرغبة في تلميع صورتهم لدى التجار الكبار في الشرق الأوسط، وبالضبط إيران ومن يردد معها نغمتها في جوقة التجار، الذين يقتاتون من قضية عمرت طويلا، بسبب اللعب على الحبال، لتحقيق مكاسب جيو استراتيجية، دون الالتفات للمدنيين العزل الذين تنهمر عليهم القنابل من كل حدب وصوب.

لقد عبر الرئيس الفرنسي عن موقف بلاده، وهو موقف يلزمه والجمهورية الفرنسية، لكن من أوكلوا أنفسهم للدفاع عن فلسطين والتخلي عن الوطن، لا ينفكون عن محاول الاصطياد في الماء العكر، مثل أي مياومين في "موقف النضال"، يلقون بأجسادهم المتهالكة على كراسي المقاهي، لا يشغلهم شيء ولا يلوون على شيء سوى ترجمة أحقادهم الإيديولوجية، أما الوطن فلا يهم.

آخر الأخبار