تطورات صناعة "WhaP 8×8".. كيف ستغيّر المدرعات الجديدة موازين القوة العسكرية في المغرب؟

الكاتب : انس شريد

02 نوفمبر 2024 - 08:30
الخط :

على مدار السنوات الأخيرة، أصبح المغرب محط أنظار المهتمين بالشأن العسكري والدفاعي، وذلك بسبب نهجه الطموح الذي يسعى إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الدفاع والأمن.

فمن خلال استراتيجيته المتقدمة، عمدت المملكة إلى تطوير بنيتها العسكرية وتعزيز صناعتها الدفاعية، ليس فقط عبر شراء الأسلحة، بل من خلال بناء صناعة محلية قادرة على إنتاج معدات متقدمة تضاهي نظيراتها العالمية.

أحد أبرز الأمثلة على هذا التوجه، ظهر جليًا في معرض مراكش الدولي للطيران في نسخته السابعة، الذي شهد مشاركة شركات عالمية رائدة في صناعة الطيران والدفاع.

وكان من اللافت للنظر عرض نموذج لمدرعة "WhAP 8×8"، التي تعد بمثابة تحول نوعي في تجهيزات القوات المسلحة الملكية المغربية.

و سبق للمملكة أن وقّعت عقد شراكة مع شركة "تاتا أدفانسد سيستمز لميتد" الهندية، لإنشاء مصنع محلي يحمل اسم "تاتا أدفانسد سيستمز – المغرب"، لتصنيع هذه المدرعات داخل المملكة، في خطوة جريئة تمثل إضافة نوعية للصناعة العسكرية المحلية.

وأكد المرصد للدفاع والتسليح عبر صفحته على منصة x، أن أحد المسؤولين في الشركة الهندية قد كشف خلال المعرض أنه سيتم تصنيع أكثر من 150 مدرعة داخل المغرب، في أفق استكمال 400 مدرعة متعددة الاستخدامات، مما يشير إلى التزام المملكة بتطوير بنيتها الدفاعية بشكل قوي ومستدام.

وكشف المصدر ذاته. عن إجراء تعديلات جوهرية على النسخة المغربية من مدرعة WhaP 8×8، حيث تم إلغاء القدرات البرمائية لتلك المدرعات، مما سمح بزيادة مدى عملها العملياتي، كما تم توسيع مقصورة نقل الجنود بشكل كبير لضمان راحة أكبر للجنود وتحسين قدرتهم على القتال.

وتابع ذات المصدر، أن المدرعة ستحمل برج قتالي عيار 30 ملم: سيوفر قوة نيران عالية الدقة، ورشاش متحكم فيه عن بعد عيار 12.7 يوفر تغطية نارية واسعة، وهو ماسيساهم في تطوير القدرات العسكرية المغربية.

هذا التوجه يعكس استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية الوطنية، وتقليل الاعتماد على الواردات الأجنبية، بل وحتى بناء قاعدة صناعية عسكرية متقدمة تُسهم في نقل التكنولوجيا والابتكار إلى داخل المملكة.

فعلى مرّ العقدين الماضيين، عملت المملكة بجهد على تنويع مصادر تسليحها عبر توقيع عدة اتفاقيات مع دول ذات ثقل عسكري مثل الولايات المتحدة، البرازيل، وإسرائيل.

هذه الشراكات الثنائية لم تكن فقط لتعزيز قدرات الدفاع، بل تضمنت جهودًا حثيثة لتوطين الصناعات العسكرية داخل البلاد.

وفي حديث سابق للجريدة 24، قال محمد طيار، الخبير في الدراسات الأمنية والاستراتيجية، أكد أن هذا النهج يمثل تحولاً استراتيجيًا بعيد المدى يهدف إلى تحقيق قدر أكبر من الاستقلالية الاستراتيجية للمملكة.

وأوضح أن تعزيز التوجه نحو الصناعات المحلية يقلل من الاعتماد على الواردات ويضع المغرب في موقع قوة، حيث يمكنه التحكم في تطوير وصيانة قدراته العسكرية بمستوى متقدم من الاستقلالية.

كما يضيف الخبير طيار أن تأسيس الصناعة العسكرية يتطلب استثمارات ضخمة في البحث والتطوير والتكنولوجيا المتقدمة، لكنه في المقابل يسهم في بناء اقتصاد معرفي متطور داخل المملكة.

وتابع المتحدث ذاته، أن المغرب سبق له وعقد عدة شراكات واتفاقيات ثنائية مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى كالبرازيل، من أجل توطين الصناعات العسكرية والأمنية بالبلاد.

وتعد هذه الخطوات الجريئة، حسب المتحدث ذاته، جزءًا من رؤية أشمل ترمي إلى حماية الأمن القومي، في ظل ما يشهده العالم اليوم من تحديات أمنية متزايدة وتعقيدات جيوسياسية متنامية.

آخر الأخبار