مدير معهد الآثار يكشف لـ" الجريدة24" آخر أسرار مغارة الحمام بتافوغالت

الكاتب : عبد اللطيف حيدة

04 نوفمبر 2024 - 03:11
الخط :

في أعقاب الاكتشاف الاركيولوجي الذي أثبت أن نبتة "ايفيدرا" أو "العلندى" كانت تستعمل قديما في علاج الكثير من المضاعفات الصحية، لفت عبد الجليل بوزوكار، مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، أن هذه النبتة قد يكون لها شأن كبير على مستوى الحقل الطبي والدوائي.

وأوضح المتخصص في علم الآثار، في حديثه "للجريدة24"،  أنه شخصيا لا يعرف الآثار الطبية والدوائية ضمن الطب المعاصر، التي يمكن تساهم بها هذه النبتة التي توجد بكثير في المنطقة الشرقية وبالجنوب الشرقي، لكن استنادا إلى الخلاصات التي توصلنا إليها عند اكتشافنا لبذور هذه النبتة في مغارة الحمام بتافوغالت، والتي يعود استعمالها ل 15 ألف سنة مضت، تؤكد أن هذه النبتة كانت تستعمل في الكثير من الحالات العلاجية.

وأضاف عبد الجليل بوزوكار أن المعطيات الاركيولوجية التي توصلنا إليها بهذه الاكتشاف ربطناها بهذه النبتة، ومنها الجمجمة البشرية التي تم اكتشافها بالمغارة المذكورة بجوار بذور "ايفيدرا"، ويعود عمرها إلى نفس الحقيبة، أي إلى ما قبل 15 ألف سنة، أكدت أن صاحبها خضع لعملية على مستوى الرأس، استنادا إلى ثقب موجود بها والذي يظهر أنه تعافى والتأم، ما يعني أن النبتة استعملت لعملية على مستوى الجمجمة وصاحبها لم يمت بدليل أن جرحه التأم.

ولفت بوزوكار  إلى أن هذه النبتة قد تساعد على معالجة الربو وضيق التنفس في انتظار تأكيد ذلك من قبل المختصين في مجال الطب والأدوبة.

ورجح مدير المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث أن تكون النبتة تستعمل في تهدئة الألم ووقف النزيف واستعمالات أخرى.

وأشار المصدر إلى أن الاكتشاف أكد أن الانسان القديم كان لديه معرفة دقيقة بمجاله وموارد المجال الذي كان يعيش فيه.

يذكر أن المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث التابع لوزارة الشباب والثقافة والتواصل أعلن أن فريقا دوليا قد عثر على أدلة للٍأستعمال"الطبي" للأعشاب بمغارة الحمام بتافوغالت بمستويات أركيولوجية بعود تاريخها الى 15 ألف سنة نشرتها المجلة المرموقة "طبيعة.

وتتمثل هذه الأعشاب خاصة في نبتة تسمى "ايفيدرا'أو "العلندى"والتي اكتشفت ثمارها في منطقة من المغارة والتي كانت مخصصة لدفن الموتى حسب طقوس جنائزية معينة عرفت بها المجموعات البشرية للعصر الحجري القديم الأعلى والمؤرخ بالمغرب ما بين 22 ألف سنة و7 آلاف سنة.

ومن بين خصائص هذه النبتة هو تركيبها الكميائي المساعدة في التداوي من نزلات البرد وخاصة اقاف نزيف الدم وتخفيف الألم.

ومن المعروف أنه بمغارة الحمام بتافوغالت تم اكتشاف أقدم عملية جراحية في العالم وعمرها أيضا 15 ألف سنة حيث أجريت ما زالت آثارها بادية على جمجمة بشرية أظهرت الدراسات التئام الجرح مما يعني أن الشخص الذي أجريت له العملية قد عاش بعدها وتحمل آلامها من خلال استعمال هذا النوع من الأعشاب.

كما أنه من المعروف أن المجموعات البشرية في تلك الفترة قد عرفت طقوسا تتمثل في خلع الأسنان (القواطع) الأمامية ربما كدليل للمرور من الطفولة الى البلوغ, و مما لاشك فيه فاٍن هذه العملية صاحبها نزيف دموي وآلام تم التغلب عليهم باستعمال الأعشاب,

وقد ساهمت مجموعة من الباحثين في هذا الاٍكتشاف من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث من خلال إسماعيل الزياني خريج المعهد وطالب بسلك الدكتوراه بجامعة لاس بالماس باٍسبانيا وعيد الجليل بوزوكار مدير المعهد والمشرف على الأبحاث بمغارة الحمام بتافوغالت اٍلى جانب لويز هامفري باحثة بمتحف التاريخ الطبيعي بلندن ونيكولاس بارطون أستاذ باحث بجامعة أكسفورد وجاكوب موراليس أستاذ باحث بجامعة لاس بالماس بٍاسبانيا اٍلى جانب حسن الطالبي أستاذ باحث بجامعة محمد الأول بوجدة.

ومن المعروف أن هذا النوع من النباتات قد اكتشف في مدفن يعود اٍلى اٍنسان نياندرتال ويؤرخ بحوالي 40 ألف سنة ولكن اقتصر وجوده على حبوب اللقاح والتي من المرجح أن تكون قد حملتها الرياح نظرا لصغر حجمها ولم يستعملها الانسان.

وفيما يخص اكتشاف مغارة الحمام بتافوغالت, فاٍن وجود هذه النبتة المتمثل في ثمارها المتفحمة تعتبر أقدم دليل على الاٍستعمال "الطبي"للأعشاب وهذا لا يمنع أيضا استعمالها في طقوس معينة لها ارتباط بالدفن وتدل على أن المجموعات البشرية أنذاك كانت لها معرفة دقيقة باستعمالات النباتات بشكل سابق بكثير عن العصر الحجري الحديث بأكثر من 8 آلاف سنة,

ويتكون الفريق العلمي من مجموعة من الطلبة الباحثين والباحثين من المعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث وجامعة محمد الأول بوجدة وجامعة أكسفورد ومعهد ماكس بلانك بألمانيا وجامعة لاس بالماس باٍسبانياو مركز الأبحاث الأركيولوجية بألمانيا.

 

آخر الأخبار