عمالة سيدي البرنوصي الأكثر اكتظاظاً في الدار البيضاء.. هل تفي المشاريع الطموحة بوعودها للسكان؟

الكاتب : انس شريد

08 نوفمبر 2024 - 10:00
الخط :

في ظل التحديات التي تواجهها عمالة سيدي البرنوصي، لا تزال آمال السكان معلّقة على وعود السلطات المنتخبة في كل من مقاطعتي سيدي البرنوصي وسيدي مومن، لإنهاء الاختلالات والنهوض بجودة الخدمات، وإتمام المشاريع التنموية التي تعود بالنفع على هذه المناطق.

وتعتبر عمالة سيدي البرنوصي اليوم أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في الدار البيضاء، حسب إحصاءات 2024، حيث يقطن بها حوالي 706,362 نسمة، منهم 855 أجنبياً.

وتتوزع بين مقاطعة سيدي البرنوصي: 154,919 نسمة (161 أجنبيًا) و42,626 أسرة، ومقاطعة سيدي مومن: 551,443 نسمة (694 أجنبيًا) و142,020 أسرة.

ورغم هذا النمو السكاني الهائل، لا تزال التحديات المتعلقة بالبنية التحتية والخدمات العامة حاضرة بقوة.

وفي إطار برنامج تنموي شامل، قام رئيس مقاطعة سيدي البرنوصي، سعيد صابري، رفقة أعضاء مكتبه، بزيارات ميدانية مكثفة بداية نونبر 2024، للاطلاع على وتيرة الأشغال في عدد من أحياء سيدي البرنوصي.

البرنامج يشمل إعادة تهيئة الأحياء عبر ترصيف الطرق، والتشجير، وإضافة مواقف السيارات، وتحديث الإنارة العمومية، وإنشاء مساحات خضراء وحاويات جديدة للنفايات. كما تشمل هذه المشاريع توفير مرافق صحية بالنقاط الحيوية مثل الأسواق الجماعية، وتطوير الأسواق النموذجية التي ستعيد بناء أسواق تقليدية كبرى كسوق طارق وسوق المنصور وسوق القدس.

من المنتظر أن تكون هذه الإنجازات بارزة قبل نهاية سنة 2024، مع التركيز على تحسين المظهر العام للمنطقة وتوفير بيئة لائقة للساكنة.

من المشاريع الكبرى التي يتم إنجازها حالياً في المنطقة، نفق تحت أرضي للطريق SB10-SB07، قرب الوقاية المدنية على الطريق المؤدية إلى المنطقة الصناعية، حيث تبلغ تكلفة المشروع نحو 70 مليون درهم.

هذه المنشأة من شأنها تسهيل حركة المرور وتخفيف الازدحام في محور استراتيجي هام للمدينة.

ويأتي هذا المشروع ضمن اتفاقيات أوسع مع هيئات محلية وإقليمية، تهدف إلى إنشاء مرافق رياضية، ومركز استقبال، وملعب بحي المنصورية القدس.

بالنسبة للطرق، تشمل الجهود أيضاً مشاريع لإعادة تهيئة وفتح طرق رئيسية مثل شارع عمر بن الخطاب وطرقات أخرى في سيدي مومن وسيدي البرنوصي، في إطار مخطط واسع لتحسين البنية التحتية وزيادة كفاءة التنقل، بما في ذلك نزع ملكيات عقارية لإنشاء طريق SM11 الحيوية.

لكن في خضم هذه المشاريع التنموية، يواجه السكان تحديات بيئية وصحية ضاغطة.

فقد تزايدت معاناة سكان حي السلام 2 بسيدي مومن بعد ترخيص السلطات لمصنع للأسمنت قريب من المنطقة السكنية، ما تسبب في انتشار الغبار الدقيق الذي أصبح جزءاً من الحياة اليومية للسكان، مع ارتفاع حالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي كالربو.

وقد تفاعلت النائبة البرلمانية لبنى الصغيري مع القضية، متسائلة عن التدابير التي ستتخذها الوزارة الوصية لحماية الساكنة، ومؤكدة على أهمية فرض معايير بيئية صارمة عند الترخيص للمصانع داخل المناطق الحضرية.

وسط كل هذه التحديات، تتطلع فعاليات المجتمع المدني في سيدي مومن إلى إيجاد حلول للحد من معاناة قاطني "الكاريانات" خاصة دوار الرحامنة، الذي بات قاطنوه يطالبون بحقوق السكن اللائق، بدلاً من الترحيل دون بدائل مناسبة.

كما وقف محمد امهيدية، والي جهة الدار البيضاء-سطات، خلال زيارته الأخيرة لمنطقة سيدي مومن على مدى تطور البنية التحتية، وكذا مشاكل البنايات العشوائية، واحتلال الملك العمومي من طرف الباعة، مطالبا من الجهات المنتخبة خلال زيارته بإيجاد حلولا مستعجلة لإنهاء مختلف الاشكاليات التي تعيق مظاهر التنمية في المنطقة.

فيما أعرب العديد من المنتخبين على مستوى سيدي مومن، مرارا، أن الاعتمادات المالية المخصصة للمقاطعة تظل غير كافية، في مقابل الإكراهات والعراقيل التي تواجهها المنطقة مع السكن والنظافة ومشاكل الإنارة العمومية ودور الصفيح “الكاريان”.

آخر الأخبار