أزمة حطب التدفئة تتفاقم في الجبال.. والبرلمان يطالب بإجراءات عاجلة

الكاتب : انس شريد

10 نوفمبر 2024 - 10:00
الخط :

في أعالي جبال الأطلس والمناطق القروية النائية في المغرب، يستعد السكان لشتاء قاسٍ، حيث تنخفض درجات الحرارة إلى مستويات تجمد الأجسام، ويصبح الحصول على التدفئة أمراً لا غنى عنه.

ورغم أن حطب التدفئة كان الوسيلة التقليدية التي لجأت إليها معظم الأسر لعقود، إلا أن موجة ارتفاع أسعاره هذا العام تهدد بجعل الشتاء أكثر صعوبة بالنسبة لهذه الفئات الهشة، ما يضيف تحديات جديدة إلى حياتهم اليومية.

بالنسبة للعديد من العائلات، فإن ارتفاع سعر حطب التدفئة يمثل ضغوطاً مالية إضافية في ظل غلاء المعيشة المتزايد.

ووفقاً لمصادر مهنية، فإن أسباب هذا الارتفاع في أسعار الحطب متعددة، أهمها زيادة الطلب عليه مع اقتراب فصل الشتاء، وانخفاض توفر الأخشاب بسبب القيود البيئية التي تفرضها السلطات للحد من قطع الأشجار بشكل عشوائي. هذه الإجراءات، ورغم أهميتها للحفاظ على البيئة، زادت من ندرة الحطب، ما دفع الأسعار إلى الارتفاع بشكل غير مسبوق.

كما أن البعد الجغرافي وتكاليف النقل لعبا دوراً أساسياً في هذا الارتفاع، خاصة أن الحطب يحتاج إلى نقله من مناطق بعيدة، ومع الزيادة المستمرة في أسعار الوقود، أصبحت عملية نقله مكلفة، ما يضيف عبئاً على الأسر التي تعتمد عليه.

وفي الوقت الذي تبقى فيه الطاقة الكهربائية والغاز الطبيعي وسائل غير متاحة في معظم المناطق الجبلية، تبقى الأسر المعتمدة على الحطب أمام خيارات محدودة وتضطر إلى تحمل هذه الأعباء المتزايدة.

وأمام هذا الوضع، لم يتردد البرلمان في التدخل، حيث وجه النائب البرلماني عن حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، مولاي المهدي الفاطمي، سؤالاً شفهياً إلى الحكومة حول الإجراءات التي يمكن اتخاذها للتخفيف من هذه الأزمة.

وتساءل الفاطمي عن خطط الحكومة لدعم ساكنة الجبال وتوفير حلول بديلة، مثل مدافئ تعمل على الغاز أو الطاقة الشمسية، بأسعار مدعومة لتناسب قدرات الأسر ذات الدخل المحدود. كما استفسر عن نية الحكومة تقديم دعم لتوفير الغاز بأسعار مناسبة وإنشاء نقاط توزيع قريبة، بحيث لا تبقى هذه المناطق تحت رحمة تقلبات السوق وارتفاع الأسعار.

أشار الفاطمي في سؤاله إلى أهمية تعزيز استخدام الطاقة المتجددة في المناطق الجبلية، مثل السخانات الشمسية، لتكون بديلاً مستداماً وآمناً للتدفئة.

وهو مقترح يجد صدى إيجابياً بين الفاعلين في المجتمع المدني الذين يرون أن تعزيز التوجه نحو الطاقة المتجددة سيحمي البيئة ويوفر حلاً دائماً للأسر التي تعاني من صعوبة الحصول على مصادر التدفئة التقليدية.

وتزداد المخاوف لدى سكان هذه المناطق من شتاء شديد البرودة، لا سيما في ظل محدودية الحلول المتاحة واستمرار غلاء الحطب.

ورغم أن بعض الجمعيات المحلية تحاول توفير الدعم للساكنة، إلا أن الوضع يتطلب استجابة سريعة من الجهات الحكومية لضمان عدم ترك هؤلاء السكان في مواجهة هذا العبء وحدهم.

آخر الأخبار