كيف يخطط المغرب لربط 87% من سكانه بشبكة النقل السككي بحلول 2030؟

الكاتب : انس شريد

11 نوفمبر 2024 - 07:30
الخط :

في إطار استعداداته لاستضافة كأس العالم 2030 بالشراكة مع إسبانيا والبرتغال، يسعى المغرب لتطوير شبكة النقل السككي وجعلها رائدة في القارة الأفريقية.

هذه الخطوة تأتي كجزء من رؤية شاملة لتحديث البنية التحتية والنهوض بقطاع النقل ليواكب التطورات العالمية ويوفر تجربة نقل حديثة وآمنة للمواطنين والزوار.

وأكد وزير النقل عبد الصمد قيوح، في جوابه على الأسئلة الشفهية بمجلس النواب، اليوم الإثنين، أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو تشييد مصنع لتصنيع عربات القطارات، خطوة طموحة تهدف ليس فقط لتلبية الطلب المحلي، ولكن أيضًا لفتح آفاق تصدير العربات نحو الدول الأفريقية.

هذه المبادرة، حسب قيوح، تندرج ضمن مساعي المغرب لتعزيز حضوره الصناعي في القارة وتحقيق نوع من التكامل الاقتصادي، مما يسهم في إرساء أسس تنمية مستدامة.

وقد جاء هذا الإعلان خلال اجتماع للمجلس الإداري للمكتب الوطني للسكك الحديدية، الذي انعقد بالتزامن مع زيارة الرئيس الفرنسي للمغرب، حيث تم الاتفاق على عقد برنامج استثماري طموح بقيمة 87 مليار درهم.

هذا الاستثمار الهائل، وفقا لوزير النقل، يهدف إلى تحسين جودة الخدمات وتوسيع الشبكة السككية. وتشمل الخطة إنشاء 1300 كيلومتر من الخطوط الجديدة فائقة السرعة و3800 كيلومتر من الخطوط السككية الكلاسيكية، مما سيزيد من عدد المدن المغربية المرتبطة بالشبكة السككية من 23 مدينة حالياً إلى 43 مدينة، ليغطي 87% من الساكنة المغربية، مقارنة بـ 51% حالياً.

وتابع ذات المتحدث، أن التطلعات المغربية تتجسد أيضاً في مشروع خط القطار فائق السرعة الجديد الذي سيربط بين القنيطرة ومراكش مروراً ببنسليمان ومطار الدار البيضاء. هذا الخط سيكون له دور محوري في تسهيل التنقل بين الشمال والجنوب، إذ من المتوقع أن تقلص الرحلة بين القنيطرة والدار البيضاء من 5 أو 6 ساعات إلى ساعتين و45 دقيقة فقط، مما يعزز من راحة المسافرين ويجعل التنقل أسرع وأكثر فاعلية.

وبحسب قيوح، فقد حققت قطارات المغرب نقل 53 مليون مسافر خلال سنة 2023، ومن المتوقع أن يرتفع العدد إلى 55 مليون مسافر. غير أن الوزارة شددت على ضرورة تحسين جودة الخدمات لتلبية تطلعات هذا العدد المتزايد من المسافرين وتقديم تجربة راقية ومريحة.

وتأتي هذه المشاريع العملاقة في وقت يمر فيه قطاع النقل السككي بتحولات جذرية عالمياً، والمغرب يطمح بأن يكون في طليعة الدول الأفريقية التي تمتلك شبكة سككية متطورة.

هذه الجهود لا تستهدف فقط تحسين تجربة النقل الداخلي، بل تسعى لتحويل المغرب إلى مركز جذب سياحي واستثماري متكامل عبر ربط المدن الرئيسية بشبكات نقل حديثة وفعالة.

في قلب هذه التحولات، فازت شركة "فوسلو" الألمانية، المتخصصة في تكنولوجيا البنية التحتية للسكك الحديدية، بصفقة ضخمة مع المكتب الوطني للسكك الحديدية في المغرب لتوريد أنظمة تثبيت السكك الحديدية بتكلفة تُقدّر بـ75 مليون يورو.

بحسب إعلان الشركة، من المقرر أن تبدأ عمليات التسليم في 2024 وتستمر حتى 2028. وتشمل الصفقة توريد مفاتيح ومكونات السكك الحديدية بقيمة 50 مليون يورو حتى 2027، بالإضافة إلى أنظمة تثبيت بقيمة 25 مليون يورو حتى 2028.

وتأتي هذه الصفقة ضمن خطة طموحة للمكتب الوطني للسكك الحديدية لتطوير خط سريع بطول 245 كيلومترًا يربط بين الدار البيضاء ومراكش.

ويعد هذا المشروع جزءاً من جهود المغرب لتوسيع شبكة القطارات فائقة السرعة، حيث سيعزز من ربط مدن المملكة الكبيرة، ويعكس رؤية المغرب نحو تحسين البنية التحتية استعداداً لاستقبال الملايين من زوار كأس العالم.

من جهة أخرى، وقّع المكتب الوطني للسكك الحديدية اتفاقية مبدئية مع شركة **ألستوم** الفرنسية لشراء 18 قطارًا فائق السرعة من الجيل الخامس، المعروف باسم "TGV M" أو "Avelia Horizon".

ووفقاً لتقرير سابق لقناة "BFM Business" الفرنسية، تُقدّر قيمة الصفقة بما يتراوح بين 750 مليون يورو ومليار يورو، ويتوقف هذا التقدير على الاتفاقيات النهائية المتعلقة بالصيانة والتمويل.

وتمتاز القطارات الجديدة بتصميم حديث مزدوج الطابق، حسب ذات التقرير، ما يرفع الطاقة الاستيعابية للركاب ويوفر تجربة سفر مريحة وسلسة.

ومع الاستعدادات الحثيثة لاستقبال كأس العالم 2030، تبقى هذه الاستثمارات خطوة استباقية لتعزيز جاهزية البنية التحتية وتقديم تجربة نقل استثنائية للزوار المتوقعين من مختلف دول العالم.

آخر الأخبار