16 اتفاقية ترسم ملامح مستقبل الدار البيضاء.. تطوير شامل للمرافق الرياضية والثقافية والأسواق

الكاتب : انس شريد

12 نوفمبر 2024 - 10:00
الخط :

تعيش الدار البيضاء هذه الأيام حالة من الترقب والتجديد مع اقترابها من استضافة أحداث كبرى تضع المغرب في قلب الحدث العالمي، وأبرزها تنظيم كأس العالم 2030.

لذلك، تستعد العاصمة الاقتصادية بجدية لهذا الحدث بتطوير مشاريع تنموية طموحة، تهدف إلى إضفاء لمسة من الحداثة على مرافقها وتعزيز بنيتها التحتية لتكون في مستوى عالٍ من الجاهزية لاستقبال العالم.

في إطار هذا السياق، شهد مجلس عمالة الدار البيضاء اجتماعاً استثنائياً تمت خلاله المصادقة بالإجماع على مشاريع واتفاقيات ذات طابع تنموي تمسّ مجالات الرياضة، الثقافة، التراث، والسياحة، وذلك لإعادة رسم ملامح المدينة بما يتناسب مع مكانتها كمركز حضري واستثماري للمملكة.

في خطوة أثارت فضول وتساؤلات الحاضرين، شهدت الجلسة غياب ممثل الوالي عن النقاشات بعد مغادرته عقب افتتاح الدورة، مما ترك بعض الأعضاء في حالة من الترقب والتساؤل حول أسباب غياب السلطة الولائية خلال المصادقة على قرارات بالغة الأهمية للمدينة.

وفي هذا الإطار، أشار أحد أعضاء المجلس إلى أنه سيحتفظ بملاحظاته وتساؤلاته إلى حين جلسة قادمة قد تشهد حضور الوالي، مما أثار نوعاً من الجدل حول الدور الذي تلعبه السلطات في متابعة المشاريع الحيوية.

وسط هذه الأجواء، صادق المجلس بالإجماع على ستة عشر مشروعاً واتفاقية، لعل أبرزها تخصيص ميزانية جديدة لعام 2025 تهدف إلى تطوير عمالة الدار البيضاء، إضافة إلى برمجة جزء من الفائض المالي لمشاريع قادمة، لتعزيز مشاريع البنية التحتية التي تخدم تطلعات سكان المدينة، وتجعلها أكثر استعداداً لاستقبال الوفود العالمية في مناسباتها الرياضية المقبلة.

أحد المشاريع الهامة التي تمت الموافقة عليها هو تهيئة فضاء لهجاجمة بتراب عمالة الدار البيضاء أنفا، والذي يعد إضافة نوعية ستساهم في تحسين البيئة الحضرية للمنطقة وتقديم فضاءات عامة صديقة للساكنة.

كما أقرّ المجلس مشاريع ترتبط بتأهيل ملاعب القرب والمرافق الرياضية، مثل تأهيل ملعب المنصورية بمقاطعة سيدي البرنوصي وتهيئة ملاعب القرب بمقاطعة سيدي بليوط، وهي مشاريع تستهدف تحفيز الشباب على ممارسة الرياضة وتقديم مساحات ترفيهية تعزز من تماسك النسيج الاجتماعي للمدينة.

لم تكن هذه المشاريع الرياضية هي الوحيدة على طاولة النقاش، بل تطرقت الجلسة إلى اتفاقيات تسعى للحفاظ على التراث الحضري للدار البيضاء، من بينها ترميم وإعادة تأهيل المجازر القديمة والسوق المركزي، وهي معالم ترتبط بتاريخ المدينة وتعتبر من الرموز الثقافية التي تمثل طابع الدار البيضاء وتستقطب اهتمام زوارها.

ويرى المجلس أن تأهيل هذه المعالم التاريخية خطوة استراتيجية لدمج الطابع السياحي والتراثي في نسيج المدينة، مما يعزز من جاذبيتها كمقصد سياحي وثقافي في المستقبل القريب، بالإضافة أن المشروع يهدف إلى تحسين ظروف التسوق والتجارة في المدينة ورفع مستوى الخدمات المقدمة للتجار والزوار..

كما شملت المصادقة عدة مشاريع تتعلق بتطوير البنية التحتية الثقافية، مثل إحداث مركب ثقافي جديد بمقاطعة سيدي عثمان، يهدف إلى تقديم برامج ثقافية غنية ومتنوعة للساكنة، حيث سيوفر فضاءات متعددة الاستخدامات تخدم مختلف الفئات العمرية، مما يعزز من التواصل الثقافي ويشجع على الإبداع المحلي.

إلى جانب ذلك، ألغى المجلس عدداً من الاتفاقيات السابقة، لاسيما تلك المتعلقة بإبرام شراكات في مجالات مختلفة، بهدف إعادة توجيه الموارد نحو مشاريع تخدم الأولويات الحالية التي تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة للمدينة.

أما في مجال الحوكمة، فقد قرر المجلس حل شركة التنمية المحلية "الدار البيضاء تراث"، وهو ما يعكس حرصه على مراجعة وتقييم أداء الجهات المسؤولة عن مشاريع التنمية، وتوجيه الموارد نحو جهات جديدة قد تكون أكثر كفاءة في تنفيذ المشاريع بشكل أفضل.

وتأتي هذه الخطوة أيضاً كجزء من إعادة تنظيم الهيكلة الإدارية للمشاريع التنموية، بهدف تحقيق أفضل النتائج على أرض الواقع.

كما أن هذه القرارات جاءت لتعبّر عن رؤية واضحة المعالم لمدينة الدار البيضاء، التي تسعى بخطى ثابتة نحو المستقبل وتستعد لاستقبال العالم بأبهى حلة خلال كأس العالم 2030.

آخر الأخبار