في ظل تزايد النمو السكاني... هل اقتربت الدار البيضاء من حل أزمة ركن السيارات؟

في خضم ازدحام شوارع الدار البيضاء واختناق طرقها المليئة بالسيارات، تواجه المدينة الكبرى تحديًا غير مسبوق في توفير أماكن كافية لركن السيارات، لا سيما مع تزايد الطلب الناجم عن النمو السكاني المتسارع والأنشطة الاقتصادية المتنامية.
ومع استعداد المغرب لاستضافة كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030، باتت الحاجة ملحّة لتطوير بنية تحتية قوية تلبي متطلبات ساكنة المدينة وضيوفها المنتظرين.
وعبرت المعارضة مراراً عن استيائها من بطء حلّ إشكالية ركن السيارات في الدار البيضاء، مطالِبة بتوظيف ممتلكات الجماعة، خصوصاً الأراضي غير المستغلة، وتحويلها إلى مرائب حديثة في مختلف مناطق المدينة.
وترى أحزاب المعارضة داخل المجلس الجماعي، أن هذه الخطوة يمكن أن تسهم في إنهاء الفوارق المجالية التي تعاني منها الأحياء، خاصة مع التزايد المستمر في عدد السكان والنمو الديمغرافي المطرد، وأزمة احتلال الملك العمومي.
وتتجه الأنظار الآن إلى عدد من مشاريع المرائب تحت الأرض التي تهدف إلى تقديم حلول مبتكرة لمشكلة الازدحام وتسهيل عملية ركن السيارات.
ووفقًا لمصادر من داخل المجلس الجماعي، فإن العمل جارٍ على مدار الساعة لإنجاز لتخفيف من الضغط الهائل على مساحات الركن في المناطق الحيوية بوسط الدار البيضاء.
هذه المرائب، التي يُقدّر أن توفر حوالي 1600 مكان جديد للسيارات، لا تتوقف عند تقديم خدمة ركن السيارات فقط، بل أيضا تنظيم حركة المرور في وسط المدينة.
أحد أبرز هذه المشاريع هو مرآب "مثلث الفنادق" الواقع أمام محطة قطار الدار البيضاء الميناء، والذي يعد بمثابة تحفة معمارية بحد ذاته.
ويتكون هذا المرآب من طابقين تحت الأرض بمساحة إجمالية تبلغ 16,000 متر مربع، وسعة تصل إلى 550 مكانًا للركن.
وقد بلغت نسبة إنجاز هذا المشروع حوالي 90%، مع توقع تسليمه في غضون الأسابيع القليلة المقبلة.
مشروع آخر لا يقل أهمية يتمثل في مرآب حديقة الجامعة العربية بشارع الروداني.
ويأتي هذا المشروع بقدرة استيعابية تتجاوز 500 سيارة، موزعة على طابق واحد تحت الأرض، حيث سيمتد على مساحة تقدر بحوالي 7000 متر مربع.
وقد خصصت جماعة الدار البيضاء لهذا المشروع مبلغ 79 مليون درهم.
ويعكس هذا المشروع الطموح، وفقا لما توصلنا به، التزام جماعة الدار البيضاء بتحسين البنية التحتية وتوفير حلول عملية لمشكلات النقل والازدحام.
المشروع قد وصل إلى 50% من الإنجاز، ومن المتوقع أن يُستكمل في منتصف 2025.
أما المشروع الثالث، وهو الأكبر بين المشاريع، فيمتد على مساحة 13,000 متر مربع في منطقة "مرآب مركز المدينة".
سيوفر هذا المشروع، الممتد على طابقين تحت الأرض، أزيد من 500 مكانًا للركن، وهو ما سيخفف من حدة احتلال الملك العمومي.
بجانب هذه المشاريع، يجري العمل أيضًا على إتمام مرآب في القطب الحضري الدار البيضاء-أنفا، الذي يعد الأضخم على مستوى العاصمة الاقتصادية، ويحتوي على 1500 مكان للركن.
كما تتدارس الجهات المنتخبة على مستوى المجلس الجماعي خططًا إضافية لإطلاق مشاريع جديدة تتعلق بمواقف السيارات، ما يعكس التزامها بتقديم حلول طويلة الأمد لمشكلة الازدحام في المدينة.
وتبدو الدار البيضاء في طريقها إلى مرحلة جديدة من التنظيم والتهيئة، حيث تسعى إلى جعل التنقل داخلها أكثر سهولة وانسيابية، في ظل تزايد النمو السكاني.