سبتة ومليلية في مهب الركود.. إمبرودا يضغط على سانشيز لفتح الحوار مع المغرب
في ظل التحسن النسبي الذي شهدته العلاقات بين المغرب وإسبانيا عقب فترة من التوترات السياسية والدبلوماسية، يظل ملف المعابر الجمركية لمدينتي سبتة ومليلية المحتلتين عالقًا، يثير تساؤلات عديدة حول العقبات التي تحول دون إعادة افتتاح هذه النقاط الحيوية.
ورغم عودة الحوار بين الجانبين إلى مساره الطبيعي، فإن استمرار إغلاق الجمارك يؤثر بشكل مباشر على اقتصاد المدينتين ويعمق معاناة الفاعلين الاقتصاديين فيهما.
هذا الملف الذي أصبح محط جدل داخلي في إسبانيا، دفع أصواتًا سياسية واقتصادية إلى تصعيد مطالبها بضرورة الإسراع في فتح المعابر. في سبتة ومليلية، تفاقمت الأزمات الاقتصادية مع استمرار الإغلاق منذ أكثر من ست سنوات، ما جعل بعض الأطراف تتهم الحكومة المركزية بالتقاعس عن حل هذه الأزمة.
ويتطلع الركود الاقتصادي الذي يعيشه التجار والمستثمرون في المدينتين المحتلتين حلولًا جذرية، وسط دعوات لاستئناف الحركة التجارية مع المغرب كخطوة أساسية لإنعاش السوق المحلي.
في تطور جديد، أعلن حاكم مليلية، خوان خوسيه إمبرودا، عن نيته مناقشة هذا الملف خلال اجتماعه المرتقب مع رئيس الحكومة الإسبانية، بيدرو سانشيز، يوم الجمعة المقبل.
ووفقا لما تناقلته الصحافة الاسبانية، فإن إمبرودا أكد في تصريحاته أن الأضرار الاقتصادية التي تعاني منها المدينة بسبب إغلاق الجمارك أصبحت لا تُحتمل.
وأكدت المصادر ذاتها، أن إمبرودا سيلتمس من بيدرو سانشيز بفتح باب الحوار مع المغرب، قصد إعادة الحركة التجارية عبر الحدود إلى طبيعتها.
مضيفا أن مليلية المحتلة تعاني من ارتفاع قياسي في أسعار السلع، نتيجة التكاليف الإضافية المرتبطة بالنقل البحري وعدم توفر بدائل تجارية مناسبة.
وشدد على أهمية تفعيل دعم حكومي بنسبة 50% على نقل البضائع كإجراء تخفيفي لتداعيات الأزمة.
وسبق، أن أكدت الحكومة المغربية، عبر وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، أن تأخر فتح الجمارك لا يعكس خلافات سياسية بين البلدين، بل يتعلق بأسباب تقنية بحتة.
وأوضح بوريطة أن المغرب يركز حاليًا على وضع إجراءات لوجستية وتنظيمية تضمن سلاسة العمليات الجمركية في حال استئناف الحركة التجارية.
وأضاف أن اجتماعات ثنائية مستمرة تُعقد لتنسيق الجهود وإيجاد صيغة توافقية تعيد الأمور إلى نصابها دون الإضرار بمصالح الطرفين.
الوضع الحالي يعكس حالة من الترقب بين الطرفين، حيث يعتقد المراقبون أن الاجتماعات المرتقبة قد تحمل مفاتيح الحل لهذه الأزمة.
ومع تصاعد التوتر الاقتصادي داخل المدينتين المحتلتين، بات من الضروري أن يتم التوصل إلى اتفاق يضمن إعادة افتتاح المعابر الجمركية، خاصة وأن تبعات الإغلاق لم تعد تقتصر على الجوانب الاقتصادية بل تهدد أيضًا الاستقرار الاجتماعي في سبتة ومليلية.