مدرب المنتخب التونسي يكشف سر تفوق المغرب في استقطاب مزدوجي الجنسية

الكاتب : انس شريد

19 نوفمبر 2024 - 07:30
الخط :

سلط قيس اليعقوبي، مدرب المنتخب التونسي، الضوء على تحديات كبيرة تواجه كرة القدم التونسية، خصوصاً على مستوى استقطاب المواهب من مزدوجي الجنسية.

تصريحاته جاءت بعد الهزيمة أمام منتخب غامبيا بنتيجة (1-0)، ما زاد من حدة النقاش حول وضعية "نسور قرطاج" مقارنة بالمنتخبات المجاورة، خاصة المغرب الذي يُعتبر نموذجاً ناجحاً في استقطاب اللاعبين المحترفين بالخارج.

ولم يتردد المدرب التونسي في انتقاد الوضع الحالي، قائلاً: "المواهب التي يستقطبها المغرب لتمثيل المنتخب تأتي بمقابل مالي ضخم".

هذا التصريح أثار موجة من التساؤلات حول الطريقة التي يُدار بها ملف مزدوجي الجنسية في تونس، في ظل تفوق المغرب في هذا الجانب خلال السنوات الأخيرة.

وأضاف اليعقوبي أن اللاعبين الذين يغادرون رفاهية أنديتهم الأوروبية يحتاجون إلى ظروف مماثلة في منتخباتهم الوطنية، وهو ما لا توفره تونس في الوقت الراهن.

وتطرق المدرب أيضاً إلى النقطة الأكثر حساسية، وهي الأصداء السلبية التي تصل اللاعبين مزدوجي الجنسية عن المنتخب التونسي.

وأكد أن تلك الأجواء غير مشجعة وتؤدي إلى عزوف الكثيرين عن تمثيل "نسور قرطاج".

بالمقابل، أشاد بالنموذج المغربي الذي أصبح وجهة مفضلة للمواهب ذات الأصول المزدوجة.

وأشار إلى أن المغرب تمكن من استقطاب أسماء بارزة مثل إبراهيم دياز، الذي اختار تمثيل "أسود الأطلس" بدلاً من منتخب إسبانيا، بفضل الضمانات والظروف الممتازة التي توفرها الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

من جهة أخرى، اعترف اليعقوبي أن المشاكل الداخلية في المنتخب التونسي أصبحت واضحة ومزعجة بالنسبة للاعبين.

وأوضح أن العديد من اللاعبين لا يترددون في التعبير عن استيائهم أمام الطاقم الفني، مما يعكس حالة عدم الرضا التي تعيشها المجموعة.

ورغم وعي المسؤولين التونسيين بهذه التحديات، إلا أن الحلول تبدو بعيدة المنال في الوقت الحالي، بحسب تعبيره.

تصريحات اليعقوبي جاءت في وقت حساس، حيث تواجه كرة القدم التونسية أزمة متعددة الجوانب تشمل ضعف البنية التحتية، غياب التخطيط الاستراتيجي، وافتقار المنتخب للموارد المالية الكافية لتلبية متطلبات اللاعبين المحترفين بالخارج.

هذه العوامل كلها تُقارن بالسياق المغربي، الذي شهد طفرة كبيرة منذ تولي فوزي لقجع رئاسة الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، حيث أصبح ملف مزدوجي الجنسية أولوية استراتيجية.

النجاح المغربي لم يقتصر فقط على استقطاب المواهب، بل انعكس على نتائج المنتخب في المحافل الدولية. المشاركة التاريخية في نصف نهائي كأس العالم 2022 بقطر، والأداء المميز الذي أبهر العالم، كان نتيجة مباشرة للعمل المنظم والموارد المسخرة لتطوير كرة القدم المغربية.

وتظل هذه التصريحات مثار جدل واسع في الأوساط الرياضية التونسية والعربية، وقد تفتح الباب أمام حوار عميق حول مستقبل الكرة التونسية، وحاجتها الملحة إلى إصلاحات جذرية لتجاوز الأزمات التي تعيق تطورها.

آخر الأخبار