المغرب بين وعود الحكومة وتصعيد المعارضة.. هل تنجح الاستراتيجيات الجديدة في كبح أزمة البطالة؟

الكاتب : انس شريد

19 نوفمبر 2024 - 10:00
الخط :

تشهد الساحة السياسية المغربية توتراً متزايداً حول قضية البطالة، التي أصبحت واحدة من أبرز التحديات التي تواجه المملكة.

ولم تفوت المعارضة البرلمانية، فرصة دق ناقوس الخطر، محذرة من تزايد معدلات البطالة، ومتهمة الحكومة بعجزها عن تحقيق الوعود الانتخابية التي أطلقتها بشأن توفير فرص شغل للشباب العاطلين.

ولم يقف رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، مكتوف الأيدي أمام هذه الانتقادات. في جلسة المساءلة الشهرية، استعرض أخنوش استراتيجية حكومته، مؤكدًا أن القطاع الصناعي يحتل مكانة محورية في رؤيتها الاقتصادية.

وأشار إلى أن الحكومة، في ظل تحديات مرحلة ما بعد جائحة "كوفيد-19"، أطلقت برنامجًا وطنيًا طموحًا تحت مسمى "بنك المشاريع".

هذا البرنامج، حسب المتحدث ذاته، يسعى إلى تنويع الاقتصاد الوطني، تعزيز الإنتاج المحلي، وتقليل الاعتماد على الواردات، وهو ما يعكس رغبة الحكومة في إعادة تشكيل الاقتصاد الوطني بمقاربة جديدة.

منذ انطلاق هذا البرنامج، اوضح أخنوش، أنه تم تسجيل 1864 مشروعاً استثمارياً على مستوى مختلف جهات المملكة.

مضيفا، أن هذه المشاريع، التي تطمح إلى استبدال الواردات بمنتجات محلية، ترتكز على استثمار إجمالي متوقع قيمته 119 مليار درهم.

وفقًا لما أعلن عنه رئيس الحكومة، فإن هذه المبادرات ستساهم في خلق أكثر من 181 ألف منصب شغل.

إلى جانب ذلك، أوضح أخنوش أنه تم التوقيع على 654 مشروعاً باستثمارات تبلغ 78 مليار درهم، من شأنها توفير حوالي 89 ألف فرصة عمل.

كما أن اللجان الجهوية الموحدة للاستثمار عالجت، منذ بداية الولاية الحكومية، 2012 مشروعاً صناعياً بتكلفة استثمارية تتجاوز 800 مليار درهم، ما سيؤدي إلى توفير 275 ألف منصب شغل مباشر.

في المقابل، ترى المعارضة أن هذه الأرقام لا تعكس الواقع الحقيقي. فهي تعتبر أن الأزمات الاقتصادية، ارتفاع نسب التضخم، وانخفاض القدرة الشرائية تجعل وعود الحكومة بعيدة عن التحقيق على أرض الواقع.

وتطالب المعارضة بتقييم ميداني صارم لمخرجات هذه المشاريع، بدلاً من الاكتفاء بعرض الأرقام الطموحة في قاعات البرلمان.

في ظل هذه التحديات، يبقى السؤال مطروحًا: هل تستطيع الحكومة الوفاء بالتزاماتها تجاه الشعب المغربي وتجاوز الانتقادات الحادة؟ وهل ستنجح هذه المشاريع الاستثمارية في تقديم حلول ملموسة ومستدامة للأزمة المتفاقمة؟

المواطن المغربي، الذي يعاني من ضغوط الحياة اليومية، ينتظر بفارغ الصبر أن تتحول الوعود إلى أفعال، وأن يصبح الأمل واقعًا ينعكس إيجاباً على حياته.

آخر الأخبار