اعتقال الروائي "بوعالم صنصال".. بسبب تصريحاته حول تورط بلاده في خلق "بوليساريو" ضدا في المغرب

هشام رماح
ليس من السهل قول الحقيقة.. وقول الحقيقة في الجزائر يكلف كثيرا، مثلما حدث للروائي "بوعالم صنصال"، الذي اعتقل بمجرد ما وطأت قدماه أرض بلاده في 16 نونبر الجاري، والسبب تصريحاته التي تخللت حوارا له مع قناة "Frontières" الفرنسية.
فماذا قال الروائي الفرنكفوني، حتى يجد نفسه مسجونا في بلاده، كما أعلنت عن ذلك صحيفة "Marianne" الفرنسية؟
لقد اعترف الروائي الفرنكفوني، بعظمة لسانه أن "النظام العسكري القائم في الجزائر.. هو من ابتدع "بوليساريو" من أجل زعزعة استقرار المملكة المغربية، لأن رموزه سعوا إلى إقامة نظام اشتراكي في جارهم الغربي، وحتى يمنعوا الشعب الجزائري من مقارنة وضعه مع ما ينعم به المغاربة من رخاء وازدهار تحت حكم النظام الملكي".
هذه التصريحات التي استند فيها "بوعالم صنصال" إلى الحقائق الدامغة، لم ترق رموز النظام العسكري القائم في الجزائر، فسلطوا عليه أبواقهم لتلطيخ صورته وتشويه سمعته، إلى أن قادته الظروف إلى لجزائر حيث اعتقل.
ووفق صحيفة "Marianne"، فإن التصريحات التي أدلى بها "بوعالم صنصال"، 75 عاما، وصاحب رواية "2084"، دفعت إلى اعتقاله، يوم السبت 16 نونبر 2024، بمجرد وصوله إلى الجزائر، لتنقطع أخباره، إلى حد الساعة، ويظل مصيره مجهولا.
وكان "بوعالم صنصال"، الروائي ذو الأصل الجزائري والمتمتع بالجنسية الفرنسية، تعرض لمقارنة بين المغرب والجزائر، مؤكدا على أن المملكة بلد ذو تاريخ تليد يمتد لأزيد من 12 قرنا، بما يجعلها من أقدم الدول في العالم ككل.
وبشأن فترة الاستعمار، المتحدث بأن "فرنسا لم تستعمر المملكة المغربية.. لأنها دولة عظمى.. لكن من السهل استعمار الدويلات أو التجمعات البشرية التي بلا تاريخ"، وبأن مدن تلمسان ووهران وبسكرة، كانت تعد جزءا من المملكة المغربية وفق ما هو مثبت تاريخيا، لكن الاستعمار الفرنسي هو من اقتطع هذه المدن والمناطق المحيطة بها وألحقها بما تعرف حاليا بالجزائر.